"نملك كريستيانو رونالدو، افضل لاعب في العالم"، هذا ما قاله جواو موتينيو قبيل انطلاق المونديال الذي استهلته بلاده البرتغال بهزيمة مذلة امام المانيا صفر-4 في منافسات المجموعة السابعة. لكن على موتينيو ان لا يكتفي بالتغني بوجود رونالدو في صفوف المنتخب، بل عليه ان يرتقي الى مستوى الامال التي عقدت عليه منذ فترة طويلة، خصوصا اذا لم يكن نجم ريال مدريد الاسباني في يومه، كما كانت الحال في المباراة الاولى امام المانيا. لم يتمكن رونالدو الذي يعاني من الاصابات التي اثرت على ادائه، من "خلق الفارق" الذي تحدث عنه موتينيو لوكالة فرانس برس في 25 مايو الماضي، حين قال: "كل العالم يعلم بانه افضل لاعب في العالم، امل ان يخلق الفارق بالنسبة للبرتغال، لكن لكي ينجح في ذلك، يجب ان نكون فريقا قويا من اجل مساعدته". لكن موتينيو (27 عاما) الذي انتقل الصيف الماضي من بورتو الى موناكو الفرنسي بصحبة زميله الكولومبي خاميس رودريغيز مقابل 70 مليون يورو للاثنين معا، لم قدم اي مساعدة لرونالدو خلال المباراة ضد المانيا ولم يقدم اي شيء يذكر على غرار افضل لاعب في العالم لعام 2013. وستكون الفرصة متاحة امام لاعب سبوتينغ لشبونة السابق لكي يعوض العرض المخيب امام الالمان عندما تخوض بلاده مباراة مصيرية الاحد ضد الولاياتالمتحدة قد يتمكن من خلالها هذا اللاعب من انقاذ مشاركته الاولى في العرس الكروي العالمي. "امل ان اتمكن من القول لابنتي ولرفاقي باني فزت بكأس العالم"، هذا ما قاله موتينيو عندما سئل اذا كأس العالم في البرازيل ستكون بطولة حياته، مضيفا "عندما اصبح عجوزا، سيكون بامكاني القول باني شاركت بكأس العالم، وامل ان اقول ايضا اني فزت بكأس العالم". ولكي يحقق حلمه الثاني، يجب على موتينيو الاعلان عن نفسه وان يؤكد بانه ينتمي الى تلك الفئة من اللاعبين الذين تركوا بصمتهم الساحرة في العرس الكروي العالمي، وان يرتقي الى مستوى الامال التي عقدت عليه منذ ان خاض اول مبارياته مع كبار سبورتينغ لشبونة وهو لا يتجاوز السابعة عشرة من عمره وذلك خلال موسم 2004-2005. تنبأ له الكثيرون حينها بمستقبل واعد، اذ كان نضجه كبيرا رغم نعومة اظفاره، ثم اصبح مع مرور الاعوام احد ابرز لاعبي الوسط في العالم. اصبح موتينيو بسرعة ركيزة اساسية في وسط سبورتينغ واثبت حضوره بفضل الاداء المنتظم والحضور البدني، إذ خاض كل مباريات موسم 2005-2006 ولم يغب عن فريقه اي دقيقة تذكر. تكرر الامر ذاته في المواسم التالية التي شهدت مشاركته في 35 مباراة على اقله سنويا. واوكلت لموتينيو مهمة نائب القائد في سبورتينغ حين كان في التاسعة عشرة من عمره، وبعد عام اصبح القائد ثم غدا نجم نجومه ومعشوق جماهيره. اصبح موتينيو ثاني اصغر قائد في تاريخ النادي وسار بذلك على خطوات الداهية فرانسيسكو سترومب. لذلك كانت دهشة المتتبعين كبيرة عندما قرر موتينيو الانتقال موسم 2010-2011 الى الغريم بورتو، لكنه كان متعطشا الى الالقاب وقد نالها مع "دراغاو" حيث احرز في موسمه الاول لقب الدوري البرتغالي وكأس البرتغال والكأس الممتازة والدوري الاوروبي "يوروبا ليغ". وصارت سيرة موتينيو على كل لسان في بورتو، وتوج بطلا في المواسم الثلاثة التي قضاها هناك، وهو ما لم يتأح له في سبورتينغ، ما فتح الباب امامه ليكون من الركائز الاساسية للمنتخب بعدما غاب بشكل مفاجىء عن التشكيلة التي شاركت في نهائيات مونديال جنوب افريقيا 2010. لكنه عوض هذا الغياب المخيب بمشاركته في كأس اوروبا 2012 حيث ساهم بقيادة بلاده الى الدور نصف النهائي، ثم قادها في التصفيات المؤهلة الى البرازيل 2014.