القاعدة - الإخوان - حزب الله - الحوثيون - داعش - جبهة النصرة - الربيع العربي.. الخ، أحزاب وطوائف ومصطلحات لمنظمات دخيلة على الإسلام والمسلمين.. مسميات لبدع باسم الدين داهمت العالم العربي خلال السنوات الماضية من غير موعد.. تحمل أفكاراً يقف خلفها رؤوس كل منها يريد أن يأخذ نصيبه من هذا العالم العربي المغلوب اليوم على أمره.. والكل يريد أن يحظى بأكبر قدر من هذا العالم المسكين من خلال شعارات دينية زائفة مصطنعة لم نكن نعرفها إلى زمن قريب !! هذه الأحزاب وهذه المصطلحات للأسف الشديد انجرف معها الكثير من الأبرياء، فمارست هذه الأحزاب أساليب غير إسلامية وبدون رحمة، فأحلت اليوم ببعض الشعوب العربية الشتات والفتن والقلاقل فأحدثت في الأمة الإسلامية شروخاً مؤلمة لم يشهد العرب قساوتها وألمها من قبل حتى في احتلال فلسطين عام 1948م وفي إحراق المسجد الأقصى في عام 1969م !!.. فصنعت هذه التداعيات أحداثاً مؤلمة جداً في جسد الأمة العربية في ظل كم كبير من الاختلافات والخلافات العربية العربية.. فتأكد لنا أن هذه التداعيات غامضة في مسبباتها وفي دوافعها وفي أهدافها وفي آثارها، وفي غاياتها وفي أطماعها بدأت تتكشف لنا حقائقها يوماً بعد الآخر !! في خضم هذه الأحداث الصعبة جداً التي تحيط بوطننا كنا بفضل الله وتوفيقة ننعم في حضرة الحكمة السياسية والقرار السياسي الصائب الهادي الصامت، وهذا ما تحتاج إليه الأمم والمجتمعات أمام مثل هذه الأحداث الصعبة، فكان المطلب في مواجهة هذه الأحداث هو موقف حاسم وقرار مصيري يتخذ بكل حكمة وبكل تروٍ. قرار وموقف يحمي المجتمع وذا بعد نظر مهما كان حجم التضحيات المادية والمعنوية فجميع قدرات الوطن المادية إنما وهبها الله سبحانه وتعالى خدمة للأمة خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة، فدفع الخطر والبلاء عن الوطن أولى ومقدم على كسب المنافع له من هذه الإمكانيات خاصة إذا تجمعت المطامع والأخطار على الأمة من الخارج ومن كل صوب !! من هنا كان القرار النابع أولاً من توفيق الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل حنكة وحكمة القيادة في هذا الوطن، ووفق الله سبحانه ولي أمر هذه البلاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- على تسخير جميع مقومات هذا الوطن لتكون لهذه البلاد وشعبها في منأى كامل عن كل تلك الأحداث، وأن يكون هذا المجتمع في أمان من كل تأثيرات هذه الأحداث والتقلبات، وبتوفيق من الله كتب الله لهذا القرارات الحكيمة وهذه المواقف الحاسمة االتوفيق والنجاح، واستطاع هذا الوطن بتوفيق من الله ثم بالتمسك بشريعة الدين الحنيف ثم بقيادته وبشعبه، استطاع أن يواصل مسيرته التنموية بخطى ثابتة وبعزيمة حاضرة وشامخة، بسداد الرأي وحكمة القرار فكان هذا الوطن وطن الأمن والاستقرار، ومواصلة العمل والبناء والإعمار بخطى ثابتة، في ظل تلك الأحداث العصيبة، وهذه ولله الحمد من أكبر وأعظم نعم الخالق عز وجل على هذه البلاد !! ومما يزيد هذا الوطن شرفاً وفخراً بحمد الله وبفضله أن حكومة المملكة العربية السعودية جسدت هذا النجاح في مواقفها السياسية الإقليمية والعربية والخليجية خلال هذه المرحلة الحرجة جداً من تاريخ الأمة العربية، وهي مواقف وآراء نابعة من الأصالة والعمق والإرث السياسي العظيم، المستمدة أسسه أولاً من القرآن والسنة، ومن المسؤولية الإسلامية الصادقة الخالصة، ثم من تاريخ هذه البلاد حكماً ومن مكانة تاريخية إسلامية مشرفة.. فكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وبتوفيق من الله عز وجل صاحب القرار الحاسم والشجاع في اللحظات الصعبة جداً والعصيبة جداً في تاريخ هذه الأمة العربية.. فكان صاحب قرار صارم وموقف حاسم تجاه الشقيقة مصر كما كان موقفه تجاه الشقيقة البحرين وكما كان موقفه تجاه الشقيقة لبنان.. هنا جسد -رعاه الله- نجاح حكمة وسلامة قرار حكومة المملكة العربية السعودية في وجه كل من يحاول المساس بأمن هذه البلد وأمن الدول العربية والخليجية الشقيقة التي أخلص قادتها وشعوبها في رسالتهم الإسلامية والعربية.. حفظ الله هذه البلاد وكل الدول الإسلامية والعربية من كل خطر.. وأدام علينا في هذا الوطن نعمة الأمن والاستقرار !!