تفتتح الدنمارك اليوم الخميس بعد تسع سنوات على قضية الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد أول مسجد بمئذنة شيد بكلفة عشرين مليون يورو قدمتها قطر. ويعتبر افتتاح المجمع البالغة مساحته 6700 متر مربع والذي يضم المسجد ومركزاً ثقافياً واستديو تلفزيونياً وقاعة رياضة، انتصاراً بعد سنوات من الخلافات السياسية والاحتجاجات التي واكبت المشروع. غير أن المبنى ليس رمز الاندماج الذي كان يأمل به العديد من مسلمي هذا البلد البالغ عددهم الاجمالي مئتي ألف. ولن يحضر اي مسؤول سياسي وطني حفل افتتاح المبنى. وتعذر بعض المسؤولين بارتباطات أخرى فيما كان آخرون أكثر صراحة. وقال رئيس التحالف الليبرالي (وسط يمين) اندرس ساميولسن متحدثاً لصحيفة برلينغسكي "لن أجازف وادعم شيئاً يعتبر دعمه من الحماقة". ورأى رئيس الحزب الشعبي الدنماركي كريستيان توليسن دال أن قطر تأمل "على الأرجح في ممارسة تأثير سواء مباشر أو غير مباشر على المسجد" ما سيضر بنظره باندماج مسلمي الدنمارك. وقال المتحدث باسم المجلس الإسلامي الدنماركي محمد الميموني "لسنا معنيين بسياسة قطر ولا صلة لنا على الاطلاق بما يجري هناك". وأكد أن المجلس لديه "كامل الصلاحيات" في المسجد موضحاً أن الأموال التي قدمتها قطر هي "هبة سخية غير مرفقة بأي مطلب". وأوضح مسلمو الدنمارك للممولين الخليجيين أنهم يعتزمون تشجيع الحوار مع شرائح أخرى من المجتمع الدنماركي وقد دعا المجلس ممثلين عن الكنيسة الدنماركية ومجموعة اليهود في هذا البلد إلى حفل الافتتاح اليوم. ومن المتوقع أن يحضر وفد قطري يضم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الحفل الذي ستنقله الجزيرة والتلفزيون العام القطري. ورأى الميموني أنه "مع هذا المركز سيكون من الممكن تفادي الخلافات مثل الخلاف حول رسوم النبي، لأنه يشجع الحوار والتفاهم" موضحاً أن المسلمين الدنماركيين يعتمدون "تفسيراً معتدلاً للإسلام". وقال إن "الإسلام في قطر أو في المغرب ليس هو ذاته كما في الدنمارك. بالطبع هناك بعض المبادئ التي لا تتبدل بحسب الزمان والمكان، لكن أموراً أخرى يمكن أن تكون مختلفة".