أكد عدد من اصحاب المؤسسات العاملة في تنظيم الفعاليات السياحية ل"الرياض" على أن صناعة الفعاليات تعد نشاطا اقتصاديا جديدا وواعدا وينمو بسرعة مع نمو المهرجانات وتزايدها سنويا، مشيرين الى أن هذه الصناعة تحقق عوائد اقتصادية جيدة متى ما اتقن المنظم هذه الصناعة وادار المهرجانات بطريقة احترافية تزيد من الاقبال عليها. حيث أكد الدكتور مقبل المقبل أحد أبرز منظمي الفعاليات السياحية على أهمية المهرجانات الصيفية في تنشيط الحركة الاقتصادية في مناطق المملكة، واعتبر أن الاستثمار في السياحة عمل متعب ومرهق إلا أنه في الوقت نفسه هو أحد أهم مجالات الاستثمار الاقتصادية المستقبلية في المملكة، وأكد على دور الهيئة في تنظيم هذه الصناعة وتطويرها وجعلها عملا احترافيا، بعد أن كانت صناعة الفعاليات في السابق تدار بجهود شخصية. ورغم أن صناعة الفعاليات السياحية حققت السنوات الخمس الماضية عائدات استثمارية تجاوزت 255 مليون ريال من خلال أكثر من 420 مهرجانا سياحيا، إلا أن المقبل يرى أن هذه الصناعة ما زالت تواجه بعض التحديات، من أبرزها ارتباط إقامة المهرجانات السياحية في الإجازات مما يشكل ضغطا كبيرا على المنظمين، وبالتالي تكون المهرجانات ليست بالمستوى المقبول، إضافة إلى عمل غير المختصين في النشاط السياحي في اللجان المنظمة للمهرجانات، إضافة إلى معوقات نابعة من المنظم أو القائمين على الفعاليات، والتي لخصها الدكتور المقبل في عدم ووضوح الفكرة لدى المنظم وعدم وجود تمويل كافي للفعاليات، وعدم وجود فريق للدعاية والتسويق، ورغم ذلك فإن فرص الاستثمار في تنظيم الفعاليات السياحية حسب قولة كبيرة ومتوفرة بشكل كبير خاصة في المهرجانات الشتوية التي تشكل فرصة استثمارية كبيرة جداً خاصة في المناطق الصحراوية. ويرى المقبل أن الاستثمار الناجح في الفعاليات يتلخص في نقاط رئيسية هي عمل دراسة جدوى، وجود التمويل، وجود الجرأة، وضوح الهدف، فريق العمل، ووجود عقود طويلة. صالح السعيد من جهته رأى عبدالعزيز بن عبدالله المهوس مستشار تنظيم الفعاليات في مؤسسة نجديون لتنظيم الفعاليات والمهرجانات السياحية أن السوق يحتاج المزيد من المستثمرين في هذا القطاع مع الازدياد السنوي لعدد المهرجانات والفعاليات السياحية وإقبال الزوار عليها وإقامتها في مختلف أيام العام، مؤكدا أن هذا النشاط يحقق عوائد استثمارية عالية، وقال بأن تنظيم الفعاليات صناعة هامة جداً تحتاج إلى احترافية أكبر من قبل المنظمين، مبيناً أن أعداد المنظمين المحترفين قليلة، وأن السوق يحتاج المزيد من أصحاب الخبرة والاستثمارات. وحول العوائد الاقتصادية لتنظيم الفعاليات قال المهوس: لا شك أن العوائد الاقتصادية لتنظيم الفعاليات كبير جداً، وهو ما يدفعنا لتطوير وتنمية عملنا في هذا المجال، حيث يتمثل هذا الأثر في العديد من الجوانب ومنها توفير الفرص الوظيفية المؤقتة للشباب السعودي في المناطق التي تقام فيها الفعاليات والمهرجانات خلال مدة الإقامة، وتشغيل الفرق المشاركة بتلك الفعاليات، وإيجاد مكان مناسب للأسر المنتجة لتسويق منتجاتهم، بما يشكل حراك اقتصادي يفيد المنظمين ومن ذكرتهم سابقاً، وينعش الاقتصاد المحلي وينعكس ذلك قطعاً على الاقتصاد الوطني. وأعرب عن تقديره للدور الذي تلعبه الهيئة العامة للسياحة والآثار في مجال دعم منظمي الفعاليات السياحية، سواء فيما يتعلق بالجانب الفني أو المادي، وخاصة جانب تطوير الأداء، مشيداً بمنهجية الهيئة في تنظيم رحلات خارجية لعدد من المنظمين المعتمدين لديها لاكتساب الخبرة ورفع مستوى الخدمة، وكذلك تنظيم الهيئة للعديد من الملتقيات وورش العمل واستضافة الخبراء الأجانب لنقل التجارب لمنظمي الفعاليات. ويؤكد منظم الفعاليات "صالح السعيد" بأن تنظيم الفعاليات صار عملا احترافيا، ويقول متحدثا عن تجربته دخولي مجال الاستثمار في تنظيم الفعاليات والمعارض السياحية منذ سنتين حولني من مجرد هاوي بناء أو معلم بناء إلى مستثمر يقود مؤسسة لتنظيم الفعاليات، وأرجع السعيد الفضل في ذلك إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار التي طورت من قدراته في هذا المجال من خلال عدد من الدورات التدريبية وورش العمل التي دلته على طريق هذا النشاط والعمل فيه. عبدالله المهوس وقد قدر حجم صناعة تنظيم الفعاليات السياحية ب14 ملياراً خلال السنوات السبع الماضية، وبعد ان قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بتأهيل ودعم شركات تنظيم الفعاليات السياحية من خلال برنامج دعم المهرجانات السياحية، بات تنظيم المهرجانات نشاطا اقتصاديا متناميا يعمل فيه حاليا أكثر من 120 مؤسسة وشركة تنظيم فعاليات سياحية في مناطق المملكة. وتولي الهيئة اهتماما لدعم المهرجانات السياحية من خلال برنامج دعم الفعاليات الذي أثمر في تحقيق أكثر من 50 ألف فرصة عمل مؤقتة في المهرجانات التي أقيمت منذ عام 2005 وحتى الآن، فيما تجاوز عدد المهرجانات التي تم تنظيمها برعاية الهيئة 500 مهرجانا من عام 2005 إلى الآن. وباشرت الهيئة هذا العام تنفيذ البرنامج التطويري الشامل للفعاليات السياحية في المملكة الذي يمتد في الفترة من 1435 – 1439ه، ويستهدف الارتقاء بأفكار الفعاليات السياحية وتنوعها ومستويات الاتقان في تنفيذها لتكون بالمستوى اللائق بمناطق المملكة والمتناسب مع الاقبال الكبير للسياح، ولتكون قادرة على مواكبة إقبال المواطنين على الفعاليات وتطلعهم لتطويرها.