رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أمس الملتقى السعودي لصناعة الفعاليات بفندق الرياض إنتركونتيننتال. وقد استهلت أعمال الملتقى بتلاوة ايات من القرآن الكريم والقى سمو الأمير سلطان بن سلمان بن كلمة أكد فيها أن برامج الهيئة وجهودها المختلفة تنصب في المقام الأول على خدمة السائح المحلي وتنمية السياحة الداخلية التي تعتبر مدار اهتمام الهيئة في جميع أنشطتها مؤكداً على أن الهيئة تجاوزت في هذا المجال مرحلة التهيئة والتخطيط إلى التنفيذ والإنجاز والتطوير. وقال سموه (إن الطلب المتزايد من جميع مناطق المملكة على إقامة الفعاليات لمواجهة الإقبال الكبير من المواطنين على السياحة المحلية يؤكد أننا قد تجاوزنا مرحلة قبول السياحة الوطنية إلى مرحلة الارتقاء بالخدمات والبرامج السياحية لتحقيق الطموحات الكبيرة للمواطنين وتوفير الأنشطة التي تليق باسم وتميز المملكة) مجددا سموه التأكيد على أن الهيئة تضع في مقدمة أولوياتها تهيئة الخدمات للسياح المواطنين الذين يعدون السوق الأول والأهم. وأبرز فيها مكانة المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية ووصفه بأنه نموذج للفعاليات الشاملة والأحداث السياحية التي فرضت نفسها في السياحة من خلال ما شهده من تطور خلال دوراته الأربع والعشرين الماضية برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله بالإضافة إلى عناية ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني . وامتدح سموه ما يشهده مهرجان مسابقة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل بأم رقيبة من تميز وتطور في ظل اهتمام ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة, مشيرا إلى أن هذا التميز يعكسه الإقبال الكبير على هذا المهرجان الرائد وما يشهده من فعاليات متنوعة تبرز أنماطا من سياحة الصحراء والتراث. وعبر الأمير سلطان بن سلمان عن تقديره للجهود التي يبذلها سمو أمراء المناطق رؤساء مجالس التنمية السياحية والمسئولون في الأمانات والبلديات والغرف التجارية وغيرها من الجهات وشركات ومؤسسات القطاع الخاص لما يبذلونه من جهود كبيرة لتنظيم وإنجاح هذه الفعاليات مشيرا سموه إلى دور الشراكة التي تنتهجها الهيئة مع المناطق وما أثمرت عنه من وجود هذا الكم المميز من المهرجانات والفعاليات السياحية التي تزداد تطوراً ونضجاً عاماً بعد عام . وأكد أن الهيئة تعتمد على شركائها في القطاعين الحكومي والخاص في إنجاح مثل هذه الفعاليات والأنشطة بعد أن تقدم الهيئة لها الرعاية والدعم الفني وإكساب العاملين فيها التأهيل والخبرة التي تؤهلهم لتحقيق هذا النجاح. ونوه الأمير سلطان بن سلمان بالمستوى المتطور الذي ظهرت به المهرجانات والفعاليات السياحية في الفترة الأخيرة في مختلف مناطق المملكة بالإضافة إلى ما شهدته من إقبال وتفاعل كبيرين من المواطنين مشيرا سموه إلى أن التطور المتزايد في مستوى هذه المهرجانات من حيث التنوع والانتشار في جميع المناطق إلى جانب ما تشهده من تطور في مستويات المضمون والتنظيم أصبح من عوامل الجذب المهمة والأساسية للسياحة الداخلية. وقال سموه (إن الهيئة أولت اهتماما خاصا بتنظيم المهرجانات والفعاليات السياحية ودعم الجهات الحكومية والخاصة التي تشرف عليها أو تنظمها بالاضافة الى أنها عملت على تنمية قطاع مهم في صناعة السياحة هو قطاع تنظيم الفعاليات السياحية من خلال توفير البيئة المناسبة للاستثمار في هذا القطاع وتمكين القطاع الخاص من القيام بأدواره المأمولة في تنظيم الفعاليات السياحية لتحويلها إلى قطاع قوي وجاذب تسهم في تحقيق الأهداف منها سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو البيئية وغيرها) اضافة إلى مساهمة ذلك القطاع في تكوين الفرص الوظيفية للشباب السعودي الى جانب توظيف المقومات التراثية والثقافية والطبيعية التي تتمتع بها مناطق المملكة في تنظيم الفعاليات”. وجدد سموه التأكيد على أن هذه المهرجانات كان لها الدور الكبير في زيادة الإقبال على السياحة الداخلية ورفع نسبة الإنفاق عليها .مفيدا أن التنامي في أعداد السياح الناتج عن تطور تلك الفعاليات والخدمات عكسته التقارير الصادرة من مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع للهيئة والتي أشارت إلى نمو ملحوظ شهدته السياحة المحلية لصيف العام الماضي 2008م يقدر بنحو 15% مقارنة بعام 2007مع ارتفاع عدد الرحلات السياحية المحلية داخل المملكة خلال الصيف إلى (11) مليون رحلة مقابل (9.6) ملايين رحلة متحققة لنفس الفترة من عام 2007م بالإضافة إلى ارتفاع مصروفات الحركة السياحية المحلية لصيف 2008م بنسبة (14%). بما يعادل حوالي 10.6 بلايين ريال. والقى رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة الرياض عبدالرحمن الجريسي كلمة خلال الملتقى أكد خلالها على أن الفعاليات التي تنظمها الهيئة تأتي بشكل مدروس وتستثمر إمكانياتنا بوسائل متطورة وتستفيد من التجارب العالمية العريقة في هذا الجانب، مشيرا إلى الدعم الذي تلقاها هذه الصناعة من حكومة خادم الحرمين الشريفين. وقال ان هذه المناسبة تأتي من ضمن النهج الرصين الذي تنتهجه الهيئة العامة للسياحة والآثار استشعاراً منها بأهمية دعم هذه الصناعة المثمرة سياحيا واقتصاديا واجتماعيا. كما ألقى عن منظمي الفعاليات السياحية الدكتور مقبل المقبل كلمة حول صناعة الفعاليات أعرب فيها عن شكره للهيئة على دعمها لصناعة الفعاليات مشيرا إلى أن هذه الصناعة كانت في السابق تدار بجهود شخصية . وأكد على دور الهيئة في تنظيم هذه الصناعة وتطويرها وجعلها عملا احترافيا. ثم بدأت الجلسة الأولى عن (الشراكة في تنظيم الفعاليات والمهرجانات) ترأسها نائب الرئيس للتسويق والإعلام في الهيئة عبدالله الجهني فيما شارك فيها مدير عام مركز الدراسات والأبحاث السياحية الدكتور محمد الأحمد بورقة عمل حول أهية الأحصائيات السياحية في الفعاليات. ثم تناول مدير مهرجان بريدة عبدالرحمن الخضير بورقة عمل عن الشراكة في تنظيم الفعاليات، بعدها القى مستشار رئيس الهيئة للمناطق الدكتور خالد بن عبد القادر طاهر ورقة عمل بعنوان (دور مجالس وأجهزة التنمية السياحية في تنظيم الفعاليات) كما تطرق مستشار مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية الدكتور سعيد بن محمد القحطاني لتجربة المنطقة الشرقية في ترخيص الفعاليات. بعدها بدأت الجلسة الثانية بموضوع تطوير صناعة الفعاليات في المملكة التي ترأسها مدير عام البرنامج الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية الدكتور عبدالله الوشيل بمشاركة مستشار الهيئة والخبير الدولي في تنظيم وإدارة الفعاليات الدكتور ويليام بل أوتول بورقة عمل حول (إدارة الفعاليات .. تجارب عالمية)، ثم تناول موضوع (دور التعليم والتدريب في صناعة الفعاليات) ثم تحدث مدير عام شركة أعالي عبدالله بن محمد العبدالكريم عن (النجاح في تسويق الفعاليات) كما القى مدير عام حلبة الريم الدولية المهندس رائد عبدالعزيز أبو زنادة ورقة عمل حول حلبة الريم قصة نجاح في تنظيم فعاليات السيارات. وفي ختام الجلسات كرم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار , المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية ومهرجان مسابقة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل بأم رقيبة من خلال ممثليها لتميزهما كأبرز المهرجانات والفعاليات في المملكة . وقدم سموه درعا تكريما لمهرجان الجنادرية مقدم لصاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشئون العسكرية نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية تسلمه نيابة عنه وكيل الحرس الوطني الدكتور عبدالرحمن السبيت . كما سلم سموه درعا تكريما لمهرجان أم رقيبة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب المشرف العام على المهرجان. وكرم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان على هامش الملتقى المهرجانات التي رعتها الهيئة في العام الماضي 1429ه 2008م.