اتفق عدد من المصادر بداخل الأسواق النفطية على وجود تنام مستمر في الطلب العالمي على النفط، مدعوماً بعدة عوامل منها ارتفاع معدلات السكان في العالم واتساع الأنشطة الاقتصادية والصناعية. وبين أن هذا النمو يتطلب – بطبيعة الحال - بناء طاقات تكريرية تتماشى وأنماط الطلب العالمي على النفط في المستقبل. في ذات السياق قال المحلل النفطي الدكتور محمد الشطي من المتوقع أن يزداد الطلب على النفط بمعدل يدور حول 1.3 مليون برميل يومياً، بينما يرتفع الطلب على نفط الأوبك بمقدار 320 ألف برميل يومياً سنوياً، والملاحظة الأولى هي أن الطلب على نفط الأوبك متواضع إذا ما تمت المقارنة مع خطط الإنتاج لبلدان الأوبك المعلنة للمستقبل، ودائماً ما يتم ذكر الصين وقدرتها على استيعاب الزيادات المتوقعة، لذلك من المهم بحث هذا الموضوع من خلال التوقعات، والتي تشير إلى أن واردات الصين من النفط الخام تشهد تناميا بمقدار 322 ألف برميل يوميا سنوياً من 5.8 ملايين برميل يوميا خلال عام 2013 إلى 11.3 مليون برميل يومياً خلال عام 2030، ولكن من أين ستأتي الواردات ؛ أفريقيا من 1.8 مليون برميل يومياً في عام 2013 إلى 2.4 مليون برميل يومياً وروسيا من 871 ألف برميل يوميا في عام 2013 إلى 2.4 مليون برميل يوميا بحلول عام 2030 م، وكندا ستتحول إلى مصدّر كبير للنفط بحلول عام 2030 لتصل مبيعاتها إلى الصين 1 مليون برميل يومياً، أما منطقة الخليج العربي فسترتفع مبيعاتها إلى الصين بمقدار 1 مليون برميل يومياً بحلول عام 2030 من 2.4 مليون برميل يوميا في عام 2013 الى 3.4 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2030، وهذا مؤشر على صعوبة الوضع في المستقبل. وتابع قائلاً كي يكون الأمر أكثر وضوحاً، يجب أن نسأل أنفسنا، أين سيتم تصريف النفط الخليجي أو هل سيتم استيعاب النفط الخليجي وفق منافذ آمنة، والجواب حسب توقعات الصناعة هو أن القارة الأفريقية تستورد 542 ألف برميل يوميا من النفط الخليجي في عام 2013 وسيرتفع ليصل إلى 777 ألف برميل يوميا بحلول عام 2030 والصين تستورد 2.4 مليون برميل يومياً في عام 2013 ومن المتوقع أن يرتفع ليصل إلى 3.4 ملايين برميل يوميا، باقي آسيا تستورد في عام 2013 قرابة 9.7 ملايين برميل يومياً ومن المتوقع أن ترتفع احتياجاتها للنفط الخليجي إلى 11.2 مليون برميل يوميا بحلول عام 2030، وأوروبا تستورد 1.7 مليون برميل يوميا في عام 2013 وسيرتفع ليصل إلى 1.8 مليون برميل يوميا، أما أمريكا اللاتينية فإن وارداتها من النفط الخليجي 200 ألف برميل يوميا في عام 2013 وسترتفع إلى 400 ألف برميل يوميا بحلول عام 2030، وأخيراً الولاياتالمتحدةالأمريكية ظلت تستورد من منطقه الخليج العربي قريبا من متوسط الواردات في عام 2013 عند 2.1 مليون برميل يوميا، وهذا يجعل إجمالي مبيعات الخليج العربي من النفط عند 16.6 مليون برميل يوميا في عام 2013 وستصل إلى 19.7 مليون برميل يومياً بحلول عام 2030 م، أي بزيادة سنوية مقدراها 180 ألف برميل يوميا سنوياً . وأضاف الدكتور الشطي أن السوق الآسيوية هي السوق الوحيدة التي تشهد ارتفاعاً في الطلب والحاجة إلى النفط الخليجي بينما بقية البلدان ومن ضمنها الولاياتالمتحدة تحمل عدة تساؤلات ترتبط بشكل مباشر بنجاحاتها في تطوير النفط الصخري وتقليل حاجتها للواردات، وتتوقع بعض المصادر أن إجمالي إنتاج النفط الخام في الولاياتالمتحدةالأمريكية سيرتفع من 7.4 ملايين برميل يوميا في عام 2013 إلى 10.6 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2025 ثم ينخفض ل 9.8 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2030.