يدرك 53٪ من بين 48 شركة تصنيع سعودية استطلع الباحثون آراءها في المملكة أن لتقنية المعلومات دورٌ مهمٌ في مساعدتهم على تحقيق أهدافهم هذا العام. ونظراً لأن قدرات التصنيع لدى المصنعين السعوديين متأخرة خطوة عن المستوى العام في دول وسط أوروبا والشرق الأوسط وافريقيا الأخرى، فإن جزءاً كبيراً منهم لديه بالفعل خطط طموحة للمستقبل القريب. ولتحقيق هذا الغرض، فإن هذه الشركات تخطط لاستخدام التقنية كأداة مهمة تمكِّنها من جسر الهوة القائمة حالياً في كفاءة التصنيع والإنتاجية، وذلك وفقاً لأحدث نتائج دراسة اتجاهات التصنيع التي أجرتها شركة IDC لأبحاث الأسواق. واحتلت الرغبة في "تحسين الإنتاجية والكفاءة" المرتبة الأولى بين الدوافع المحركة لقطاع الأعمال لدى الشركات السعودية المصنِّعة في العام 2014، حيث رأى 35٪ من هؤلاء المصنِّعين أن هذا الدافع هو الأولى لديهم، بينما كانت الدوافع الأولى لدى جميع الدول الأخرى في منطقة وسط أوروبا والشرق الأوسط وافريقيا التي شملها الاستطلاع هي "زيادة العائدات، حصة السوق، جذب زبائن جدد" أو "تقليل التكاليف". ووفقاً لدراسة اتجاهات التصنيع من IDC، فإن معظم المكاسب في مجال الكفاءة والإنتاجية ستأتي من تحسين عمليات التصنيع، ذلك لأن 55٪ من الشركات السعودية المشمولة في الاستطلاع - وهي النسبة الأكبر بين جميع الدول المشاركة في منطقة وسط أوروبا والشرق الأوسط وافريقيا - وضعت "تحسين إدارة عمليات التصنيع" كهدفٍ استراتيجي أولٍ لها في العام 2014. وسيكون مجالا العمل الأساسيان اللذان سيوظف فيهما مدراء الإنتاج معظم وقتهم ومواردهم هما تحسين جودة المنتجات وتقليص أوقات التسليم. كما تظهر هذه الإستراتيجية بجلاء أيضاً من خلال الميزانيات التي تم تخصيصها للاستثمار في تقنية المعلومات، حيث صرح 50٪ من المشاركين في المملكة أن ميزانيات تقنية المعلومات لديهم قد زادت في العام 2014. وعن الإستثمارات المزمع إجراؤها، أشار نصف هؤلاء المشاركين إلى أن الزيادة هي في حدود 10-14٪ عن العام الماضي. وبناءً على هذه الأرقام يمكن تصنيف المملكة بين الأسواق الأسرع نمواً في منطقة وسط أوروبا والشرق الأوسط وافريقيا في العام 2014 من ناحية الإنفاق على تقنية المعلومات في قطاع التصنيع. وفي هذه المناسبة يقول مارتن كيوبان، مدير أبحاث اتجاهات التصنيع في منطقة وسط أوروبا والشرق الأوسط وافريقيا لدى شركة IDC: "تدرك الشركات المصنعة في المملكة جيداً الدور الحيوي الذي يمكن أن تقوم به تقنية المعلومات في المجال الصناعي اليوم. وهكذا فإنها ستساعد على دفع النمو في أسواق تقنية المعلومات في الشرق الأوسط من خلال ضخها استثمارات كبيرة في التقنيات الجديدة الخاصة بالصناعة. وعلى وجه الخصوص، فقد لاحظنا أن الشركات السعودية المصنعة تبدي اهتماماً عالي المستوى بتقنيات المنصة الثالثة، حيث من المقرر أن تمهد التقنيات النقالة وبرمجيات تحليل معلومات الأعمال والحوسبة السحابية الطريق أمام الشركات المصنعة في المملكة. ومرة أخرى، فإن اهتمام الصناعيين السعوديين الكبير بهذه التقنيات هو من أعلى المستويات التي نشهدها في دول وسط أوروبا والشرق الأوسط وافريقيا التي شاركت في الاستطلاع".