رغم اختلاف ألوان البشر ولغاتهم وثقافاتهم ومعتقداتهم من سكان المعمورة غير إنه يوجد لكل مجتمع من تلك المجتمعات خصائص يتميز بها عن الشعوب الأخرى كالثقافة والعادات والتقاليد الموروثة التي تحدد هويته بين الأخرى التي يتميز الشعوب بعضها عن البعض بحكم رسم الهوية. ومتى أصبح المجتمع متخلياً عن عاداته وتقاليده ومعتقداته واندمج في كيان آخر أصبح فاقداً تلك الهوية وأدلج إلى الذوبان في المجتمعات الأخرى، وفقد مقومات الوحدة الوطنية المتماسكة، وكما نرى في بعض مجتمعات الشرق الأوسط التي انسلخ بعض شبابها من عاداته وتقاليده وانتماءاتها الوطنية ودأب على تقليد بعض افراد المجتمعات التي اعتلت واختلت في كثير من سلوكياتها وأخلاقها ولا ترى في ذلك ما يعيب. فلا ضير أن ننهل من موارد العلوم النافعة والمفيدة للارتقاء بمجتمعاتنا واللحاق بركب العالم المتحضر في كل المجالات من دون تحديد، ولكن لا ينبغي لشبابنا أن يأخذ فضلات المجتمعات الهابطة ويعتقد إنها تعبر عن مظهر حضاري وهي بالحقيقة غاية السخف والانحلال، فعلى سبيل المثال لا الحصر ظاهرة بناطيل برمودا التي يرتديها الشبان والشابات هي مدعاة للسخرية والبلاهة والتقليد الأعمى، وكثير من التقليعات والمظاهر المؤذية التي أخذت تبرز في مجتمعنا ويقولون عنها حرية شخصية وهم لا يعرفون ما الحرية ولو كانوا كذلك لما تخلقوا بأخلاق وسلوكيات لا تتفق والحرية المسؤولة التي لا تخالف القيم الإنسانية وكل من يتجاوزها يعتدي على الحرية ويشوه مفاهيمها السامية.