في حقول الدعوة والإرشاد يندلق لنا الغمر من القنوات والمكاتب الدعوية والحسابات التطوعية.. وهكذا دواليك، ونلاحظ أن التشريع والنشر لأي جهة تنفيذية أيا كانت لا غرو أنها تربو بنفسها بربوة ترفعها وتنأى بها عن الهنات والمثالب بطرق توصيل الفكرة، وجذب المتلقي حتى لا تلثم وبش الماضي، والطرق التقليدية التي لا تتناسب مع وقتنا الراهن، وقد أخذت الطرق الدعوية خاصة العتيقة والقديمة تأفل أعدادها قافلة للأفول والرجوع، من ثبج روحها النازة، وثعب نفسها الثاجة على كل جدول وغدير، كحطّاب ليل يهمي على أي بسيطة، ويمتح على أي وسيلة كما يمتح الدلو نصيبه من الماء، ومما يومض لنا من الغمر من الأسماء الدعوية المتعددة (ودق الهداية) في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)مثال لا الحصر، ولذلك ينبغي لأي تشريع أن يثري فحوى ومحتوى جوانبه ويوخز به جنب فرس الإلهام وينطلق في الأديم محققا الغاية، وموصلاً به درك راية المنارة، وأخص في هذا المقال -التشريع الدعوي- الملأى به بلادنا الثرة ولله الحمد والمنّة التي نتمنى أن تكون كالمنارات العتيقة الشامخة، ترسل ضوءها يقينا يلملم تيه السفن، وبالمناسبة أود أن أذكر رسالة ورؤية لعدة مواقع تقدم المادة بقالب أدبي مجنح لتروم مداها قي قفار القلب وأديمه، بنسيم سحر الكلمات وشذاها الأريج تضوع بها زوايا القلب فيستحيله إلى ألق، يندل منه لفائف وبش المعاصي، ونشاز الشبهات، وسعلاة الفتن والمحن، فتستمتع وأنت تسمع ودق المطر يهطل على صحراء جافلة، دبت فيها الحياة وأسقت الجذع اليابس، تلك هي نسيم الكلمات ووقع الشذرات تنطف وترفأ فتق القلب قبل أن تستحيله لفائف المعاصي والهنات، فاللهم وفقنا للعمل على اتباع سنة نبينا محمد بن عبدالله وأصحابه الشم الكرام، ويسر لنا فهم تعاليم السلف الصالح، وأبلغنا بمنك ورفدك وكرمك بحبوحة رضوانك.