قطاع تقنية المعلومات مطالب في العمل في كل الأوقات، حتى مع الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والحرائق وثوران البراكين أو الفضيانات من المفترض أن يضل قطاع تقنية المعلومات خارج هذه الإشكاليات، وأن يتعافى من كل تلك الكوارث بسرعة لأنه أكبر القطاعات المطالبة بالعمل خلال الكوارث وبعدها. فالوصول إلى البيانات مطلب اساسي وضمان استمرارية الوصول إليها في الكوارث من أكبر التحديات التي أمام المسؤولين عن تقنية المعلومات في القطاعات المختلفة، علاوة على الحفاظ على الوصول إليها بأمان عالٍ وبدون الخوف من التعرض للتهديدات الأمنية. ولا تقف الأمور عند حد الكوارث الطبيعية فقط، بل تتعداها إلى الكوارث البشرية وهي الأدهى والأمر في هذه المنظومة، فانقطاع التيار الكهربائي يعد أحد أهم وأبرز الكوارث البشرية التي تهدد قطاع تقنية المعلومات، وأيضاً الاختراقات الأمنية فهي تتسبب في فشل العمل بشكل تام في مراكز البيانات. وحددت شركة "أومنيكس إنترناشيونال" إحدى الشركات المتخصصة في مجال تكامل نظم تقنية المعلومات القطاعات التي من شأنها أن تقود نشاط مواقع التعافي من الكوارث في أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا في السنوات المقبلة، وهي القطاعان الحكومي والخاص وقطاعات الدفاع والخدمات المصرفية والرعاية الصحية، وعدم حماية قطاع تقنية المعلومات في هذه القطاعات وقدرة على الصمود أمام الكوارث، أو التعافي بسرعة، يضع هذه القطاعات على المحك لأن ضياع القطاع يعني ضياع القدرة على تعافي الدولة بأكملها من الكوارث الطبيعية. وقال المهندس محمد مناع، مدير المبيعات لدى شركة أومنيكس، إن الأحداث الكبرى المرتقبة في المنطقة، مثل معرض "إكسبو الدولي 2020" في دبي وكأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر، تدفع التوسع في البنية التحتية التقنية، الأمر الذي يزيد الحاجة لمواقع التعافي من الكوارث، وأضاف: "عندما يعتمد الآلاف من الموظفين والعملاء على الشبكة أو موقع الويب الخاصين بشركة أو بمؤسسة حكومة ما، فإن مواقع التعافي من الكوارث تُصبح أمراً لا غنى عنه". واستطرد مناع: "سوف تقود مبادرات الحكومة الذكية في الإمارات خاصة والخليج عامة، التوسع في تقنية المعلومات"، لذا من المهم الحرص على أن يكون قطاع تقنية المعلومات في الدولة بأكملها جاهز على مدار الساعة، وأن لا يتأثر بالكوارث الطبيعية وغيرها. ومن المهم أن تتضمن مراكز البيانات قدرات في تقديم مواقع النسخ الاحتياطي ومواقع التعافي من الكوارث، لا سيما عند حدوث أسوأ السيناريوهات. وتقوم مواقع النسخ الاحتياطي بنسخ الملفات إلى قرص تخزين آخر، من خلال الشريط، على نحو متزايد، أو من خلال السحابة، من أجل ضمان الوصول إلى البيانات واستعادتها عند الحاجة. إلا أن هذه المواقع وعمليات التعافي التي تتم فيها هي أيضاً عُرضة للفشل. وفي المقابل تُعتبر مواقع التعافي من الكوارث أقوى وآمن، نظراً لأنها تخلق صوراً مطابقة لمحركات الأقراص والخوادم، ما يتيح الاستمرارية الفورية للعمل. وتشير الأرقام إلى أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الشركات (73 بالمائة) ترغب في مواقع نسخ احتياطي رقمية ومواقع تعافٍ من الكوارث تتسم بمستويات أعلى من السرعة والأمن. وهناك عاملان رئيسيان كامنان في جوهر ما يُعرف ب"خطط استمرارية الأعمال"، هما "هدف نقطة التعافي"، وهو مقدار البيانات الذي تستطيع الشركة أن تتحمّل خسارته، و"هدف زمن التعافي"، وهو مقدار زمن التوقف عن الأعمال الذي تستطيع الشركة أن تتحمّله. ويؤول هذان العاملان إلى الصفر لدى الشركات الكبيرة، مثل مواقع التسوق عبر الإنترنت أو الخطوط الجوية، ما يؤدي إلى تكاليف باهظة تتحمّلها هذه الشركات للاستثمار في مواقع التعافي من الكوارث؛ فأيّ من هذه الشركات قد تخسر ما يصل إلى مئات آلاف العملاء إذا ما تعرّض موقع الويب الخاص بها للتوقف ساعة واحدة فقط. وتشهد مواقع التعافي من الكوارث في منطقة الشرق الأوسط نمواً قوياً، في الوقت الذي تواصل فيه الحكومات الإقليمية إطلاق مزيد من الخدمات الإلكترونية، لا سيما في دولة الإمارات التي تقود المنطقة في هذا المجال، إذ تدرس حكومة دبي الذكية إنشاء موقع تعافٍ من الكوارث تشترك فيه 31 جهة حكومية، في حين وافق المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي على إنشاء مركز للتعافي من الكوارث. وتشمل أنواع البيانات، التي يتزايد جمعها من الشركات والجهات الحكومية عبر المواقع والتطبيقات المتنقلة، قواعد البيانات الخاصة بالتسوق عبر الإنترنت وسجلات الرعاية الصحية وأشرطة المراقبة الخاصة بالشرطة، ما من شأنه تطوير الشركات وتحسين مستوى المعيشة للسكان في أنحاء المنطقة. على أن ما يدعم طوفان البيانات هذا هو نمو الحوسبة السحابية، التي من المنتظر أن يبلغ الإنفاق عليها في الشرق الأوسط وإفريقيا 3.8 مليارات دولار حتى العام 2017، وفقاً لتقرير حديث لشركة "غارتنر" المختصة بأبحاث السوق. أحد المراكز المجهزة للتعافي من الكوارث في أمريكا