في مكان قصي، ومنزو تقبع غالباً تلك الغرفة الصغيرة التي تفوح منها رائحة القهوة كل صباح، ولا يكف ذلك العامل الذي يتشح زياً ينبئ أنه عامل القهوة عن الركض في اتجاهات مختلفة ملبياً حاجة مزاج الموظفين من القهوة والشاي، وتلبي طلبات تلك الغرفة من المشتريات بشكل دائم، لكنها تعاني من الإهمال في أغلب الشركات، فلا تراعى فيها عوامل التهوية، ولا عوامل تخزين المواد التي تستخدم في إعداد تلك المشروبات، كما أن العامل في الغالب لا يخضع لفحص طبي بشكل دوري للتأكد من خلوه من الأمراض. لكن المعضلة الكبيرة حينما يأتي الشتاء ومواسم الأنفلونزا، ويصاب عامل القهوة بفيروس يرفع حرارته، ويحيل عينيه إلى الاحمرار، فإنه قد يكون مصدراً لإصابة عدد كبير من موظفي المنشأة، فهم يشربون القهوة والشاي والماء من بين يديه. كما أن عامل القهوة مهدد بالإصابة بالعدوى كلما غسل فنجان موظف كان كثير العطاس جراء إصابته بالزكام الشديد، محاذير تبرز أهميتها القصوى عند ظهور مرض استثنائي كفيروس كورونا، مما يوجب الاهتمام بغرفة القهوة وتوفر عناصر الوقاية والحماية لعامل القهوة ولبقية الموظفين. د. علي البراك – أخصائي الطب الوقائي – قال إن عامل القهوة يلعب دوراً مهماً في سلامة العاملين بالمنشأة كونه يتولى غسل وتنظيف الكؤوس وأواني القهوة والشاي، مبيناً أن عدوى الأمراض التنفسية الفيروسية هي أكثر الأمراض التي يمكن أن يصاب بها الموظفون جراء غسيل جميع فناجين الموظفين مع بعضها دون العناية بنظافتها بشكل يكفل تخلصها من أي بقايا للعاب الشخص المصاب. وأكد أنه على عامل القهوة أن يكون مهتماً بالنظافة بشكل كبير من خلال غسل يديه باستمرار بالصابون وأن يعتني عناية فائقة بغسل الكؤوس والفناجين الخاصة بالموظفين بشكل جيد مما يمنع انتشار العدوى بين الموظفين خاصة في مواسم الزكام أو ظهور أي أمراض تنفسية خطيرة. وأكد د. البراك أن عامل القهوة قد يكون عرضة للإصابة بالأمراض التنفسية أكثر من غيره من الموظفين بحكم توليه غسيل كؤوس وفناجين الموظفين الذين قد يكون أحدهم مصاباً، كما أنه في نفس الوقت قد يكون مصدراً لإصابة كثير من الموظفين عند إصابته بذلك المرض. ونص البراك المسؤولين في الشركات بمنح عامل القهوة إجازة لمدة لا تقل عن يومين عند ظهور علامات الرشح عليه خشية أن ينتقل منه المرض إلى موظفين آخرين. وأثنى على أولئك الذين يخصصون لهم كؤوسا أو فناجين خاصة بهم، مبيناً أنهم واعين ويهتمون بصحتهم ويتقون العدوى، إلا أنه أكد أهمية أن يتولوا هم غسلها وتنظيفها وأن يبقوها في مكاتبهم بعد غسلها، مشيراً إلى أنها إن ذهبت في عهدة عامل القهوة فإنها لن تصبح بذات أهمية من حيث الوقاية، حيث سيسري عليها ما يسري على بقية الفناجين التي تغسل معها.