سبسكرايب.. لايك.. شير.. عبارات حقق معها نجوم "اليوتيوب" جماهيرية واسعة في فضاء الإنترنت من كافة الدول العربية، مشاهدوهم وجدوهم المتنفس الحقيقي لهم معبرين عن آرائهم وقضاياهم بكل جرأة ودون رقابة.. تواصلوا معهم بالتعليقات والمشاركة بمقاطع الفيديو وبناء سيناريو برامجهم من أفكار ومواضيع. زاد نجاحهم يوماً بعد يوم وحققوا نسب مشاهدات عالية تصل للملايين، أصيبوا بعدها بإغراءات شركات الإنتاج والقنوات الفضائية الباحثة عن الإعلانات والرعاة، ومنهم من استغل شهرته في تسويق منتجات استهلاكية. باسم يوسف أحد من دلف باب الشهرة عن طريق برنامجه اليوتيوبي (باسم يوسف شو)، اشتهر بسخريته وهجائه السياسي مع ثورة 25 يناير المصرية عبر الإنترنت وحقق أصداء واسعة في الشارع المصري، تلقى بعدها عرضاً مغرياً لتقديم برنامج خاص له في قناة otv وكما هو معروف انتقل الطبيب الجراح إلى قناة cbc ولم يدم طويلاً بعد صراعات مع السياسيين والمثقفين وزملائه في الوسط التلفزيوني واستدعي للتحقيق لدى النائب العام، وآخر محطاته الانتقالية ختمها مع محطة "mbc مصر" ليعلن بعدها نهاية برنامجه بسبب الضغوط السياسية، ورفضه لتقديم البرنامج خارج حدود مصر، منهياً مشواره الفضائي برفعه لوحة "النهاية" مع مساعديه. تنقلات باسم يوسف في ثلاث محطات وخلال أقل من ثلاثة أعوام تثبت أنه من المستحيل أن يمارس مقدم البرنامج كامل حريته في التعبير دون رقابة داخل التلفزيون، فلكل محطة تلفزيونية سياسة ومنهج يسير عليهما مقدمو البرامج. باسم يوسف بجرأته وشخصيته الكارزمية المميزة لا تستطيع القنوات الفضائية أن تواكب توجهه ومن المستحيل أن توفر له كامل الحرية في الطرح بعكس ما قدمه له بيته الأول "اليوتيوب" من مساحة واسعة في تقديم ما يحلو له من سخرية وكشف عن مقاطع فيديو قديمة لمسؤولين سياسيين ومثقفين بل وإعلاميين والذين يبدو أنهم من أسعد الناس الذين فرحوا بقرار إيقافه. منهجية باسم غير صالحة للطرح التلفزيوني ولن يعيش طويلاً سوى في اليوتيوب ووسائل الإعلام الجديد حيث سيظل متصادماً مع السياسة المتقلبة من يوم لآخر. طريق باسم يوسف لا يفترض أن يسير عليه شباب اليوتيوب وتحديداً في القبول بعروض القنوات الفضائية وتقديم برامج خاصة بهم أو أن يشاركوا في الستاند آب كوميدي والمسرحيات والمسلسلات. محلياً نتساءل: أين "لا يكثر" فهد البتيري؟ وهل لازال بدر صالح مشغول مع مشروبه الغازي وابتعد عن تعجباته في "ايش اللي"؟ وهادي الشيباني "صاحي" أم نائم الآن؟ وفراس بقنه هل ضاع مع أصدقائه الثلاثة في "ليش لأ"؟ وساعة محمد بازيد هل تعطلت عند "التاسعة إلا ربعا"؟ جميعهم خرجوا من غرفهم الصغيرة وإمكاناتهم المحدودة فخسروا الجماهير.