أحياناً يلتقط الكاتب الفكرة بكل سهولة ويفوز بها كما الصقر والحبارى، لكني لا اقصد حبارى مجلس الشورى، حقيقة للكتاب أنف يضعونه في كل مكان وخاصة فيما يتعلق بالمحافظة على البيئة وما فيها ونتائجها. لكن في أحايين كثيرة، توجد الأفكار وتأتي الكلمات والعبارات قوية، تخمر في مخه لتتوالد، لكن عندما يجلس ليضعها على حاسبه يجد أن الحمل كاذب، وعبارة تسرق نور أختها، بدأت تلك مجرد سيدة طبخت طبخا ماسخا، لا طعم ولا لون. هكذا يعود الكاتب لنقطة الصفر، وتتكاثر الحوادث من حوله، وكل حادث يستحق بحثا وليس عمودا في جريدة، خاصة عندما يتعلق بأرواح بريئة تموت بلا ذنب ولا سبب، هذه الأرواح تتحكم بها أفكار انتشرت بشدة عن الشرف، بحيث لا يدري الكاتب أي طرف يستلم منه البداية، وكل جريمة تمضي، مرور فساد اللآم. ومن حكر المرأة صغيرة واستباحة طفولتها وحرمانها من عيش حياتها وتعليمها، اصبح الضجيج من حولنا عنها، صغيرة توأد. مرة حضرت مؤتمرا لجهة رسمية حول زواج الصغيرات وكبتهن، والمشكلة أن كل الكبار كانوا مع زواج الصغيرات، ووأدها ببيت وأطفال. هي طفلة عن تحمل الحمل والولادة فما بالنا بتربية الصغار. وهكذا طفلة جاهلة توّلد أطفالا جهلة.. المشكلة التي صدعت رأسي أن إحدى المشاركات، وهي أستاذة في الجامعة تدرّس هذه الأفكار للطالبات اللواتي وصلن المرحلة الجامعية وهي التي تملك بيمينها شهادة الدكتوراه، هذا لا يعني أن حظها كثير كثير ما تبدل. هناك من أوجد لها الفرصة، فكيف بالله يمنعون الفرص عن الصغيرات. الأخرى بنفس المستوى ربما كانت أكثر صراحة من سابقتها، قالت نعم لا شيء يمنع زواج الصغيرات (يتحفظن على عبارة القاصرات) لكنها لن تزوج ابنتها قبل أن تنهي دراستها الجامعية. هذه الأفكار عندما نقارنها بما نراه من حوادث قطع هواء الحياة عن الفتيات حتى الموت. نرى أنه حتى العاطفة الأبوية تم إعدامها عبر تلك الأصوات النشاز.. حقا هي الأفكار تتصادم أحيانا لدى الكاتب حتى يكاد يجن مما حوله، نحتفل عبر طرق كبيرة وواسعة بتخرج شبابنا وشاباتنا من جامعات العالم تمر مواكب الشباب يحتفل بهم وزير التعليم العالي والملحقيات الثقافية والسفراء.، ومن ثم تصعد أسماء المتفوقين من بنات وبنين لتملأ صفحات الأخبار.. بالمقابل إحصائيات عن السحر والشعوذة وفك العين وطرد الجن.، ولا ينسى مخ الكاتب أن ينبش حكاية قديمة، كيف قتل حاج في نجد لأنه يحمل بوصلة، وكأن المدارس تكذب علينا وتخبرنا أن العرب اخترعوا البوصلة.. يا لهذا الكاتب الذي يريد أن يكتب ما قل ودل، وبحدود كلمات قليلة لتجد من يقرأها. ولكن عليه أن يأخذ فكرة واحدة فقط إن التفت يمينا استعان بالله، وإن التفت يسارا استعاذ بالله واستغفر ربه.