التدخين ضار بالصحة من منا لا يعرف ذلك، بل إن المدخنين هم أول من يعرف، ويواصلون ممارسة التدخين.. لماذا؟ قرأت كثيرا من الدراسات التي تتحدث عن أسباب التدخين وجميعها تتحدث عن الدوافع التي أدت لوقوع الشخص في التدخين، ولكن ما الذي يدعوه للاستمرار، دراسات قليلة خرجت بنتائج نفسية واجتماعية مثل ضعف الإرادة وعدم التفكير بعمق في أضرار التدخين وعدم وجود القدوة التي تحتذى، ودور المجتمع المشجع أو على الأقل عدم الرفض. ولو سألت أي مدخن لوجدته يتمنى الإقلاع، إذاً التدخين ضار وكل مدخن يتمنى الإقلاع عنه فأين تكمن المشكلة؟، حين تدخل لموقع منظمة الصحة العالمية الإلكتروني وأنت تريد الإقلاع عن التدخين وتذهب لصفحة الإقلاع عن تدخين التبغ ستجد أن أول جملة تقرأها هي (الإقلاع عن تدخين التبغ ليس سهلا)، وستقول في نفسك إذاً الأسهل أن أبقى مدخناً وفي سؤال حول قرار الإقلاع عن التدخين أفادت الدكتورة يمينة لقمش استشارية الطب النفسي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أن هناك ما يسمى ب (لهفة الإدمان) وهو نوع من التحفيز العصبي الذي يطلقه المخ وتبلغ سرعته 1 من 100 جزء من الثانية وهذه اللحظة يتخذ المدخن قرار التدخين فتجده مد يده وأشعل سيجارة، فلو أن الإنسان تحكم بنفسه هذا الوقت البسيط جداً وشرب كوباً من الماء بدلاً من ذلك لتمكن من تمرير لهفة الإدمان ودرب نفسه على تمرير الوقت وعدم التجاوب مع إدمان التدخين شيئاً فشيئاً حتى يصل لنقطة يمكنه الإقلاع عندها. أعتقد أن الحل نفسي واجتماعي وفي البدائل المتاحة والإحلال والتعامل الصحيح مع المشكلة وليس في مجرد التنظير وإطلاق التعميمات والجمل المستهلكة وهو يتعلق بكل مؤسسات المجتمع وليس بالمدخن أو بالتدخين. * إدارة المسؤولية الاجتماعية