قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه يتعين على إدوارد سنودن "أن يتحلى بالشجاعة ويعود إلى الولاياتالمتحدة لمواجهة اتهامات بالتجسس". وذكر كيري لقناة (إن.بي.سي) "إذا أراد السيد سنودن أن يعود إلى الولاياتالمتحدة اليوم، سنوفر له رحلة جوية اليوم.. سنكون مسرورين بعودته ويتعين عليه أن يعود، وهذا هو العمل الذى يقوم به شخص وطني". وأكد كيري أن الولاياتالمتحدة ترى أن سنودن أضر بشكل خطير بأمن البلاد من خلال تسريب المعلومات الاستخباراتية. إذا عاد سنودن إلى الولاياتالمتحدة، سيجري اعتقاله على الأرجح فورا لمواجهة ثلاث تهم اتحادية بالتجسس في يونيو الماضي بعد نشر التسريبات الاستخبارية العامة. من جهته قال سنودن في مقابلة مع شبكة تلفزيون إن.بي.سي. انه لا يخضع لسيطرة الحكومة الروسية وانه لم يقدم لموسكو أي وثائق مخابرات بعد نحو عام من اللجوء اليها. وقال سنودن في مقابلة أذيعت الاربعاء هي الاولى مع شبكة تلفزيون أميركية "ليس لي علاقة مع الحكومة الروسية على الاطلاق" وأضاف "الحكومة الروسية لا تدعمني. وأنا لا آخذ أموالا من الحكومة الروسية. لست جاسوسا". والتصريحات التي أدلى بها سنودن هي الاكثر وضوحا بشأن علاقته مع حكومة الدولة التي تستضيفه. وكانت التسريبات التي قام بها لبرامج تجسس أميركية على درجة عالية من السرية وهزت وكالة الامن القومي وأدت الى اصلاحات محدودة أمر بها الرئيس الأميركي باراك اوباما. وقال مسؤولو مخابرات أميركيون حاليون وسابقون انه من المستبعد تماما الا تكون أجهزة الامن الروسية قد مارست ضغوطا قوية على سنودن للحصول على أسرار. وقال المفتش السابق بوكالة الامن القومي الأميركية كيث الكسندر الشهر الماضي "أعتقد ان المخابرات الروسية تستغله الآن". لكن سنودن الذي قال انه يريد العودة الى الولاياتالمتحدة ذكر انه دمر المواد السرية قبل توجهه الى مطار موسكو حيث منع من السفر بعد ذلك. وقال سنودن للمذيع برايان وليامز بشبكة ان.بي.سي. في المقابلة التي استمرت ساعة "لم آخذ معي شيئا الى روسيا وبالتالي لم اتمكن من اعطائهم شيئا". وفي وقت لاحق من المقابلة انتقد سنودن بشكل مقتضب الحملة على حرية التعبير في ظل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال وهو يصف نفسه بأنه مدافع عن الخصوصيات والحريات المدنية انه شيء "مثير للاحباط" ان "ينتهي به الامر في مكان يتحدى هذه الحقوق بطرق أعتبرها غير نزيهة". ويعتقد ان سنودن أخذ معه عند هروبه نحو 1.5 مليون وثيقة مسجلة على الكمبيوتر. وكشفت الوثائق التي سربت عن برامج هائلة تديرها وكالة الامن القومي التي جمعت معلومات بشأن البريد الالكتروني والمكالمات الهاتفية واستخدام الانترنت بواسطة مئات الملايين من الأميركيين. وفي العام الماضي وجه اليه الاتهام في الولاياتالمتحدة بسرقة ممتلكات حكومية والقيام دون تفويض بنقل معلومات تتعلق بالدفاع القومي والنقل المتعمد لمعلومات سرية الى شخص غير مصرح له بذلك.