بدأ المستشار السابق في وكالة الامن القومي الأميركية ادوارد سنودن اسبوعه الثالث عالقاً في قاعة الترانزيت في مطار موسكو، فيما حذر احد انصاره من انه يملك "كمية هائلة من الوثائق" التي قد يلحق نشرها اضراراً بالولاياتالمتحدة. ووصل سنودن، المطلوب من قبل الولاياتالمتحدة بسبب نشره معلومات مهمة حول شبكات التجسس الاميركية الواسعة، الى موسكو اتياً من هونغ كونغ في 23 حزيران/يونيو، ويقبع منذ ذلك الوقت في قاعة الترانزيت في مطار شيريميتييفو في موسكو. والجمعة كشف سنودن، الذي لا يملك وثائق سفر، غطاءه لأول مرة عندما التقى مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان في المطار وقال انه تقدم بطلب لجوء في روسيا حتى يتمكن من السفر بشكل قانوني إلى اميركا اللاتينية. الا ان مسؤولين روس لم يؤكدوا بعد تلقيهم هذا الطلب، الذي سيؤدي في حال الموافقة عليه الى توتر العلاقات بين موسكووواشنطن. من ناحية اخرى قال صحافي في صحيفة الغارديان، التي كانت اول من نشر تسريبات سنودن، ان العميل السابق في جهاز الامن القومي الاميركي، يملك بيانات يمكن ان تلحق بالحكومة الاميركية مزيدا من "الاضرار". وقال الصحافي الاميركي غلين غرينوالد في هذه المقابلة المنشورة السبت في صحيفة لاناسيون الارجنتينية ان "سنودن لديه ما يكفي من المعلومات ليلحق في دقيقة اضافية اضراراً أكبر من تلك التي تسبب بها اي شخص آخر في تاريخ الولاياتالمتحدة". وقال "سنودن يملك معلومات تكفي لاحداث قدر من الضرر بالحكومة الاميركية في دقيقة واحدة اكثر مما احدثه اي شخص في تاريخ الولاياتالمتحدة". مع ذلك، فإن هذا الامر "ليس هدف سنودن" بحسب غرينوالد الذي اكد ان هدف الاخير كشف المخاطر التي تمثلها "برامج المعلوماتية التي يستخدمها اشخاص حول العالم من دون معرفة ما يعرضون انفسهم له ولا الموافقة طوعاً على التخلي عن حقهم في حماية حياتهم الخاصة". وبحسب غرينوالد فإن ثمة احتمالاً ان يحاول احدهم قتل سنودن، الا أن مستشار المعلوماتية السابق "سبق ان وزع آلاف الوثائق وعمد الى تقديم ارشيف كامل لأشخاص حول العالم" بشأن المعلومات التي يمتلكها. واضاف الصحافي في الغارديان البريطانية ان "حكومة الولاياتالمتحدة عليها ان تصلي يومياً الا يصيب سنودن اي مكروه لأنه في حال حصل اي شيء، كل المعلومات سيتم كشفها وسيكون ذلك اسوأ كابوس". واشار غرينوالد الى انه يملك كميات كبيرة من المعلومات بشأن عمليات التجسس الاميركية في دول اميركا اللاتينية. وقال "لكل بلد يملك نظام اتصالات متقدما، كما الحال بالنسبة للمكسيك والارجنتين، ثمة وثائق تفصل كيف تجمع الولاياتالمتحدة هذا السيل من المعلومات، البرامج التي تستخدمها لالتقاط عمليات الارسال، كمية الاعتراضات (للاتصالات) التي يتم اجراؤها يوميا وغيرها الكثير من الامور". وفي وقت سابق من هذا الشهر قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان سنودن يمكنه ان يطلب اللجوء في روسيا ولكن شرط توقفه عن الاضرار بالمصالح الاميركية. ودفع ذلك الشرط في البداية سنودن إلى سحب طلب اللجوء، الا انه اشار الجمعة الى انه لا يزال يرغب في اللجوء في موسكو. وقالت روسيا انها لا تزال تنتظر طلب اللجوء الذي قال سنودن انه تقدم به الجمعة. ولم يتضح ما اذا كان التاخير بسبب عطلة نهاية الاسبوع. وقال رئيس جهاز الهجرة الفدرالية الروسي كونستانتين رومودانوفسكي السبت "لا يوجد حالياً طلب لجوء باسم سنودن. ولو تم التقدم بهذا الطلب فستجري دراسته حسب الاجراءات القانونية المعتادة". وصرح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لوكالة انترفاكس الروسية للانباء "في الوقت الحالي، لا نعلم شيئاً" عن طلب اللجوء. وطالبت الولاياتالمتحدة بتسليمها سنودن لمحاكمته بشان التسريبات. الا ان موسكو رفضت ذلك وقالت انها لا ترتبط مع واشنطن بمعاهدة تسليم.