في الوقت الذي أعلن فيه رئيس جمعية حماية المستهلك توجه الجمعية للمطالبة بحصر بيع مشروبات الطاقة في الصيدليات على أن تباع لمن هم فوق الثامنة عشرة، حذر عالم تغذية سعودي من أن مثل هذا الإجراء سيخلق سوقاً سوداء لهذه المنتجات، من خلال شرائها من قبل البالغين وبيعها لمن هم دون ذلك بأسعار أعلى مما سيعني عدم انتفاء المشكلة. وبين الدكتور عبدالعزيز العثيمين – عالم التغذية – أن دولاً متقدمة تمنع بيع بعض السلع لمن هم دون الثامنة عشرة، لكنها تطبق أنظمة ورقابة صارمة، ومع ذلك هناك من يشتري تلك السلع ويبيعها على القصر بأسعار أعلى. وطالب بأن تكون التوعية بأخطار تلك المشروبات هي العامل الرئيسي في محاصرتها، مبيناً أنه متى ما علم المستهلك مدى الضرر الذي تلحقه مشروبات الطاقة بصحته فإنه سيبتعد عنها سواء أكان كبيراً أم صغيراً، مشدداً على أن المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة تحمل ضرراً كبيراً على صحة الإنسان، مشيراً إلى أن الرقابة على الغذاء بشكل عام في المملكة تعتبر ضعيفة، وأن قرارات المنع قد لا تجدي أحياناً كثيرة. وقال الدكتور العثيمين إن خطورة المشروبات الغازية لا تشكل خطورة على صغار السن فقط، وإنما تشكل خطورة بالغة على الإنسان أيا كانت المرحلة العمرية التي يمر بها، مبيناً أن كميات الكافيين التي تحتويها تلك المشروبات ذات تأثير خطير على صحة الإنسان خاصة الجهاز العصبي والكلى والكبد. وطالب بأن تكثف الجهات الحكومية المعنية حملات التوعية بخطورة تلك المشروبات من أجل الحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين، مشيداً بقرار منع الترويج لها في وسائل الإعلام المحلية. وكان رئيس جمعية حماية المستهلك قد أعلن توجه الجمعية نحو اتخاذ إجراءات من شأنها محاصرة تلك المنتجات، وبين في تصريحات صحفية أن مشروبات الطاقة تكلف الاقتصاد السعودي حوالي 6 مليارات ريال سنوياً، مشيراً إلى أن شركات مشروبات الطاقة تحقق أرباحاً تصل إلى 600% من التكلفة الحقيقية.