استطاع الشاعر والإعلامي القدير حمد العزب رحمه الله من خلال مُساهمته المميزة في تقديم برنامج ديوانية شعراء النبط تحقيق شهرة واسعة وكسب محبة كثير من الشعراء وعشاق الأدب الشعبي، وما كُتب وقيل عنه قبل أو بعد وفاته نهاية الأسبوع الماضي يُدلل على حجم الحب والتقدير لتجربة علم شامخ من أعلام ساحة الشعر ورجل من الرجال المخلصين الذين قدموا لتراثنا الشعبي الشيء الكثير، فقد استطاع العزب على مدى عقود من الزمن تقديم برنامج ديوانية شعراء النبط بأداء رائع جعل من برنامجه نموذجاً مميزاً للمجلس الشعري الذي يعرض فيه الشعراء أفضل ما جادت به قرائحهم، وتُطرح فيه أهم القضايا النقدية المتعلقة بالشعر لمناقشتها ومعالجة أبرز سلبياتها. رغم انتقاد الكثيرين لأسلوب عرض برنامج ديوانية النبط ووصفه بالتقليدي إلا أن حضور العزب بمواهبه المتعددة وأسلوبه الجذاب منح البرنامج فرصة البقاء والتأثير لفترة زمنية أطول، وشجّع العديد من الشعراء المبدعين على المشاركة فيه ليكون هو بوابة عبورهم لعالم الشهرة والوصول لجمهور الشعر في مختلف الدول بشكل أوسع. إلى جانب إنصاف العزب رحمه الله للمواهب الشعرية كشف لنا حضوره المتألق في الديوانية عن موهبة عظيمة ونادرة في حفظ الشعر ونقده، وعن حس نقدي عالٍ يمكنه من تقويم العديد من الأبيات الشعرية التي نُقلت بشكلٍ خاطئ، وتصحيح نسبة الكثير من القصائد القديمة التي تُنسب إلى غير مُبدعيها. قبل أن أختم هذه السطور التي لا يُمكن أن تفي المرحوم بإذن الله حمد العزب ما يستحقه، أود الإشارة إلى أن السنوات الأخيرة شهدت عرض العديد من البرامج الشعرية التي تعتمد أسلوب المجلس الشعري في كثير من القنوات الفضائية، لكنها لم تستطع التخلص من رتابة القضايا المطروحة والتقليدية الواضحة في إدارة الحوار، باستثناء برنامج واحد ربما يكون الأبرز من بينها وهو برنامج (الديوانية) الذي قدّمه الشاعر والإعلامي المعروف زبن بن عمير عبر قناة (الصحراء)، واستطاع –رغم بعض السلبيات التي لا يخلو منها أي عمل- لفت انتباه المشاهدين، وحقق نجاحاً مُستحقاً جعلنا كمتابعين نتمنى استمراره حباً في الجو الشعري التي وفرته المجالس الشعرية، والدور المميز الذي لعبته في خدمة الشعر في مرحلة سابقة. أخيراً يقول خالد بن مدعث: ما بقى فالقلب عرقٍ يستحلّه رمش عين ومبسم وعاتق ولبه مل عين، وتل قلبي من محلّه ما تقال لواحدٍ ما ني ب أحبه