دارت خلال الأيام الماضية رحى معركة كلامية بين الشاعر والإعلامي الكبير حمد العزب والشاعر بدر الضمني، وكانت الشرارة الأولى التي أشعلت نارها بينهما هي تصريح العزب بأن عدداً من الشعراء الشباب ومن بينهم الضمني تنكّروا لديوانية شعراء النبط وأصبحوا يرفضون الظهور في برامجها ترفُعاً بعد أن ساهمت في بروزهم ونجوميتهم؛ وبعدها ردّ الضمني على العزب رداً قاسياً نفى فيه صحة ما ذكره عن فضل الديوانية عليه، وأشار إلى أن شعراء الديوانية هم من كبار السن والمرضى الذين تُقدم لهم الديوانية مكافآت زهيدة، وذكر أيضاً أن الديوانية لم تُقدم لمؤسسها (والده الشاعر مفرّح الضمني رحمه الله) أي شيء؛ فجاء الرد سريعاً من العزب بنفي ما ذكره الضمني عن الديوانية ومكافآت الشعراء والتأكيد على أن هجومه على الديوانية والقائمين عليها يأتي كنوع من الانتقام لرفضهم لمسألة وراثته لمكان والده في تقديم برنامج (ركن البادية)..! هذا الصراع بين العزب الذي يُمثل جيل الكبار والضمني مُمثلاً لجيل الشباب ليس هو الأول ولن يكون الأخير بالتأكيد، فكثيراً ما تنشأ مثل هذه الصراعات لأسباب عديدة أبرزها اعتقاد كل جيل شعري بأنه أفضل من الأجيال السابقة واللاحقة به، أو بسبب إجراء موازنات غير عادلة بين شعراء ينتمي كل واحد منهم لجيل مختلف عن الآخر؛ وقد اطلعت في هذا السياق على رأي غريب كتبه أحدهم ويزعم فيه بأن الآباء الشعراء ك خلف بن هذال العتيبي وحجاب بن نحيت ومفرّح الضمني تفوقوا على أبنائهم فيصل وزياد وبدر في إبداع الشعر، وأن هؤلاء الأبناء دخلوا الإعلام ومن أوسع أبوابه بفضل آبائهم "إلا أنهم لم يقدموا شيئاً جديداً للشعر والساحة الشعبية، وحتى إنني لم أحفظ بيتاً واحداً لأي منهم، على عكس أبائهم الذين نحفظ لهم قصائد وأبيات نستشهد بها في الكثير من المواقف التي تصادفنا في حياتنا اليومية"..! وهذا الرأي أقرب للكلام الإنشائي الذي لا يُعبر عن الواقع بدقة، فصاحبه لا يستخدم مقياساً نقدياً للموازنة بين الشعراء الآباء وأبنائهم بقدر ما يطرح رأياً خاصاً، إذ يعرف الجميع بأن ابن هذال وابن نحيت وكذلك الضمني رحمة توفرت لهم عوامل جانبية مُساعدة غير الشعر ولم يكن إبداع الشعر هو الشيء الوحيد الذي أبرزهم وأوصلهم إلى الشهرة والمكانة التي وصلوا إليها.. مع الاعتراف التام بحجم مواهبهم الشعرية وأحقيتهم بكل ما تحصلوا عليه؛ أما عدم حفظ قصائد أو أبيات الشعراء الشباب فلا يُعد بالضرورة عيباً في أشعارهم بقدر ما هو عيب راجع إلى قدرة صاحب الرأي نفسه؛ ثم لا أعرف ما هو الشيء (الجديد) الذي نُطالب الشعراء الأبناء بإضافته لساحة الشعر غير الشعر الجيد؛ كما أن الإبداع الشعري لا يُمكن أن يقتصر على جيل دون جيل أو على شخص دون آخر.