الجويهرة والحصي جارات صديقات لكنهن في أغلب الاحيان تقلب هذه الجيرة إلى عداوة إما بسبب المشاكل التي تبدأ من الأولاد أو من الغيرة المقيتة التي تركبها الحصى. هذا ما جعل الجويهرة تعتزل الجيران أو صديقاتها منهم الحصى تمكث في بيتها ما جعلها تلبس كل أفكار زوجها أحمد.! في تلك الأثناء كان أحمد في زيارة سريعة لقريته، أراد أن يحتفل بزواج أحد اقاربة هناك يسمع عن الجن الذي يوقظهم من النوم لحفر الأرض واستخراج الذهب المودع للجن كان لا يصدق هذا يعتبره (من الأثر الشعبي) لكنه وحسب الروايات من عدة أشخاص أصبح حبيساً لهواجسها , يتمنى أن تأتي تلك الليلة الكاتمة ويوقظه أحد الجن ليدله على مال مودع. أهل القرية يحملون هذا الفكر يتناقلونه من سنين بعضهم متغلل فيه لحد التصديق وروايته للآخرين يقولون إن هذا المال مدفون منّذ مئات السنين أيام الحروب والخوف من الحنشل. في تلك الفترة وأحمد يتمنى المال يسمع أن فلانا اشترى له منزلا، وذاك أحد أقاربه ابتاع سيارة، أو نخلاً، يسمع هذه الأخبار ويتحول فكرة إلى انهم عثروا على مال مودع للجن يسأل أقاربه في القرية يؤكدون أن هؤلاء كانوا "معدمين" هنا تأكيد لهذه الأسطورة ماهي إلا حقيقة.!. في الصباح كالعادة يحتسي قهوته قبل الذهاب إلى دكانه الذي يعمل به شريكاً مع جارة يقول لزوجته الجويهرة وهي تمد له الفنجان:"الحين ما دريتي أن سعد حالمن بمال؟" الجويهرة:" إلا والله.. بس مدري هم صادقين والا..لا بس ترى تغيرت أمورهم وصاروا سنعين.!" تكمل الجويهرة وكأنها تنتظر هذا السؤال وتعدل "دراعتها":" تقول الحصى إن مرة سعد ولد خالك قايلتن لها انهم شروا بيت مسلح في ظهرة أم سليم". أحمد يقاطعها:" والله إن ذا الجني اللي وقظه مايشوف ما لقى الا ذا بو وجه ودر كنه منخل من دق الجدري" الجويهرة تضحك "الله يتسورهك.. لياك تنسى بس لين داخلت من دكانك تجيب معك مكنسة خوص". يعدل غترته ويهمس لزوجته الجويهرة "أمين الله يأمر ذا الجني يوقظني والا يوقضك وتجينا الدراهم ونتسنع" الجويهرة بسم الله علي. يذهب أحمد لدكانه لكنه حبيس لهذا الفكر ومنطق الجن والمال إذ تعشعش في مخيلته بعد أن وصل إلى الدكان ينادي شريكة صالح قبل ان يجلس على كرسي خشبي:"إلا أقول.. ما قد سمعت أحد حالم بمال" صالح ذاك الشريك ليس بعيد عن أفكار أحمد ولا زوجته يعرف هذه القصص ومتأكد منها:" والله ياوخَّيي شف "أبريه/ابراهيم" وش اللي قلب حاله كان حمالي معنا ذيك السنين.. والحين ماشاء الله عنده ذا الدكاكين والمواتر وشيء يهول". عاد إلى البيت وتمدد في الديوانية:" هيش..هيش..حطي غداي" الجويهرة وهي "تنكب" الرز:" تراني ماقلت لك عن سعد؟! أن اخته تقول انه حالمن بمال وقايلن له اللي وقظه"الجني" رح أنت لحالك وأحفر في الشعيب تحت النخلة المايلة على الساقي ولا راح يقول انه خايف.! ثمن جوه في الليلة الاخرى وقالوا له رح انت وحرمتك واحفر تحت النخلة في صفرة المغرب وتلقى لك صرارة محزومة فيها ذهب تراه لك". أحمد "والله ان قلبي حاسني والا من وين يجيب ذا الدنيا وبيت مسلح من طحانة أبوه! ذا الأشهب". عاش أحمد والجويهرة سنين طويلة كبر أبنائهم مازالوا يروون لهم تلك الحكاية ما زالوا ينتظرون حقيقة الأسطورية ويأملون من "جني سعد" بإيقاظهم.