سعيدّة تلك التي جمعت اموالاً كثيرة وتاجرت وهي ماكثة في بيتها, لتستغل التطور في صناعة المشهد التلفزيوني والسينمائي وسماع البكم, بقيمة "ربع ريال" متجاوزة الأسعار المتعارف عليها "أربع قروش". بعض الناس في تلك الحقبة ينادي اصحاب التكاسي ب"أبو ربع", قاصدين العيارة المتعارف عليها غالباً.. في ذاك الزمن. جارتها انتبهت كثيراً لما تعمله سعيِّده وتكسب منه, لكنها لا تستطيع فعل هذا الأمر, هي لا تمتلك مالاً لشراء تلك الأجهزة ومنافستها, الا أن زوجها محمد قال لها وهي تضع على جسمه "كنبل – بطانية" قبل النوم, اشتراها من رجل يعرفه عند الجامع: "ورى ما تصلحين لنا حنيني وتفكينا من بربرة ذا الحريم.!". بعض النساء لديهن غيرة من بعض, الجويهرة لديها هاجس في أن تنافس جارتها سعيِّده التي تمتلك اموالاً كثيرة, وبينما هي عكسها تتنقل في وقت الضحى بين الجيران لشرب الشاي والقهوة. قالت له وهي تتهيأ للنوم: "بس أنفهق شوي خلني اندعس - أرقد - جنبك عن ذا البرد, اللي يشوفك يقول مقصرة عنه". عند صلاة الفجر قام الزوج للصلاة وهي تهيأت لتقديم "الحنيني" بعد أن يأتي من الصلاة, وضعت حطبها في الوجار وشبت النار وطبخت الحنيني و"زلتَّ" القهوة في دلتها, أتى الزوج وعادت له السيرة من جديد, "الا ورى ما توصي خويك راعي الحسا, يجب لنا تمر ونبيعه على الناس بمكسب؟". ما زالت تحلم بتقليد سعيِّده أو منافستها عند الجيران, زوجها وهو يمد فنجانه لها مستئذن منها للذهاب لسوق "القيصرية","يابنت الحلال ترى حنا بخير بس اتركي ذا المره في حالها". ذهب محمد إلى دكانه في القيصرية, هناك لديه محل صغير يبيع فيه" نعال زبيرية" يصنعها بيديه ويساعده عامل يمني, قال لجاره الا متى يجون ذا الحساوية, نبي واحد يجيب لنا تمر, الفكرة تغلغلت في رأسه.! فكر كثيراً بان دكانه الصغير لا يسعفه في الغالب. عند الظهر أتى صديقة الحساوي من المواقف كالعادة يحتسي عنده القهوة, قال له: "ابيك كل رد تجي للرياض, تجيب معك "قلة – تمر" وبعطيك حقها بس خلهم يرخصونها لي", صديقهم الحساوي اصبح في كل رد يأتي به للرياض, يسلم قلة تمر لصديقة محمد, "يكنزونها" في مكان "تحت الدرج – بيت الدرج". الجويهره أصبحت تُسَوقَ الرطب عند جيرانها وأقاربها, تجمعه في أكياس صغيرة وتبيعه, أعجبت هذه الفكرة زوجها وجمع امولاً أكثر مما كان يدخل عليه من دكانه الصغير. هذه الأسرة الصغيرة من فكرة "الحنيني" ومنافسة جارتها سعيِّده, رسخت مفهوم التجارة لاولادهم فيما بعد، لذا كانوا يديرون المشروع حتى أصبحت مؤسسة لبيع التمور ثم شركة كبرى بينهم مازالت قائمة للتوزيع. من أوائل من يشترون تلك التمور هي "سعيِّده" مُؤجرة البكم وأفلام الكرتون (جالكسي).!