من كل اسبوع يدخل ذلك الرجل إلى – الحارة - يسمونه "فرقنا" يحمل على ظهرة "بوقشة - لفافة" وهي قماش مربع مليء بالبضاعة يربط مع اطرافه الاربعة "صرارة", ينادي في الحارة "فرقنا - فرقنا". لا يشتري منه الا النساء يبيع قطعا من القماش واحياناً "دراريع جاهزة وبيجامة انجليزية للشتاء وبعضاً من ملابس الأطفال وغيرها". "فرقنا" يحمل فوق ظهره بضاعة "دكان متكامل" لا يكل ولا يمل.! "الجويهره" هكذا يسمونها النساء في الحارة, تشتري من "فرقنا" قطعا من القماش, وتفصل منها" سراويل" للنساء بعضها "مقلم" ومنها ذات اللون السادة, في يوم من الايام وهي تسمع فرقنا ينادي" فرقنا – فرقنا" تخرج من بيتها الصغير, في "مدخله - المُجبَبَ" مكينة "سِنَجر" تضعها دائماً للخياطة. "الجويهره": "يا فرقنا.. الحين مهّوب قايلتن لك جب لنا قماش مخمل ترى الشتاء دخل علينا وانت تدور بملابس القيظ". ينحني ليُنزل ما على ظهره من حمولة, "والله يا خالة انا جبت لكم كل شيء – لزوم البرد – بس هاه.! مهوب تعطلوني وتقطعوني عن الرزق".. الجويهره "أبشر أبشر". فجأة يحاط "فرقنا" بمجموعة من النساء والأطفال, كل منهن تريد ان تشتري ما ينقصها, بعضهّن تشتري قماشا وتعطيه للجويهره "لتفصله" إما سروال او "دراعة / فستان", ينقصها احياناً "سحابات او ازارير" – فرقنا- يلمَّح النساء يشترين منه ثم يسلمن ما اشترين للجويهره, بعد ان تذهب تلك النسوة يعود للجويهره ويطرق الباب. "من اللي عنده", انا فرقنا.. تفتح الباب الجويهره, وش تبي:"اسمعي يا خالة.. انا بجيب لك القماش بسعر الجملة وانت فصلي للحريم, انت بشغلك وانا بالبضاعة.. وش رأيك", الجويهره, تعدل "شيلتها - غطاء على الرأس والوجه". تراهم مهوب كل يوم يقطعون قماش ويفصلون, فرقنا: انت بس وافقي وابشري انا بجيب لك زباين لو تبين من "الشميسي". اتفق الطرفان على هذا المبدأ وبدأت رحلة الأموال والتعب ومع ازدياد العمل, تستعين بابنة اخيها سارة وتشتري ايضاً ماكينة سنجر أخرى تخصصها لتفصيل" السراويل الطويلة والجلايل", تبيع باستمرار وفي كل شهر يأتي "فرقنا" ليأخذ نصيبه ويسلمها ايضاً بعض الأقمشة. تمر الأشهر وتجمع الجويهره أموالا كثيرة من خياطة السروايل والدراريع وجلالات الصلاة, اتفقت مع زوجها ان يستشير شيخ الخياطين على ان تفتح محلاً للخياطة النسائية. يساهم هذا الشيخ بتأمين الأقمشة من المصدر وبسعر الجملة. بعد كل هذه الأموال التي تجمعها مع الزوج "الأمين" في خياطة "السراويل والدراريع" تتفاجأ بأنه تزوج عليها من حُر مالها.!