اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الازمة في اوكرانيا تطورت الى حرب اهلية حقيقية وانتقد الولاياتالمتحدة لدعمها اطاحة الرئيس الاوكراني السابق الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش. وقال بوتين خلال منتدى اقتصادي في سان بطرسبورغ شمال غرب روسيا ان "الازمة الاوكرانية اندلعت لان يانوكوفيتش ارجأ اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الاوروبي. وتلى ذلك انقلاب بدعم من اصدقائنا الاميركيين والنتيجة كانت الفوضى وحربا اهلية حقيقية". كما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن الغرب وضع أوكرانيا بين خيارين، معنا أو ضدنا، بدلا من تطوير مشاريع التكامل الطبيعية في أوراسيا. وأشار لافروف في كلمة ألقاها أمام مؤتمر موسكو الثالث للأمن الدولي أمس وأوردها موقع قناة "روسيا اليوم": إلى أنه "نظرا للوضع السياسي الهش في هذا البلد، كان كافيا لتأجيج أزمة واسعة للدولة الأوكرانية"، مؤكدا أنه "يجب استخلاص الدروس الصحيحة من الأزمة الأوكرانية وبدء تنفيذ مبادئ الأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة في منطقة أوروبا والأطلسي وتهيئة الظروف لإقامة فضاء اقتصادي وإنساني موحد بين لشبونة وفلاديفوستوك". وقال لافروف إن مساهمة الشعب الأوكراني في تجاوز أزمته، تتطلب التخلي عن اللعبة الصفرية والتراجع عن تشجيع النازية الجديدة ومعاداة الغير والنظرة الأوروبية المتغطرسة لأوكرانيا. وأكد وزير الخارجية الروسي أن "الغرب فضل سياسته الرامية إلى احتواء روسيا على الفرصة التاريخية لإقامة أوروبا كبرى". ودعا لافروف المشاركين في مؤتمر موسكو الدولي للأمن إلى التركيز على النزاعات في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، معربا عن أسفه بشأن النزاعات الخطيرة التي "أصبحت مؤخرا في ظل الأزمة الأوكرانية".وقال لافروف إن الغرب فضل توسيع سيطرته الجيوسياسية شرقا "رغم الدعوات الروسية المستمرة إلى التعاون على أساس مبادئ متفق عليها على أعلى مستوى من أجل إقامة فضاء مشترك للسلام والأمن والاستقرار في منطقة أوروبا والأطلسي". من جهته، قال النائب الاول لرئيس الوزراء ايجور شوفالوف أمس ان الهدف الاستراتيجي لموسكو هو تكامل المنطقة بعد الحقبة السوفيتية وان الذين يعارضون ذلك لا يمكن اعتبارهم شركاء. وقال شوفالوف في المنتدى الاقتصادي الدولي لسان بطرسبرج "هذا هو هدفنا الاستراتيجي" مضيفا انه لا يفهم السبب في ان الولاياتالمتحدة تعارض هذه الجهود. وقال "من المهم خلق توجه في الخارج بأن جميع أولئك الذين يعارضون هدفنا هم ليسوا أصدقاء لنا ولا شركاء. هؤلاء الناس يحاولون تدمير أساس قوتنا الاقتصادية." كما أعلنت الخارجية الروسية أن لديها إجراءات جوابية، لكنها قيد الكتمان، على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية. ونقلت وكالة أنباء (نوفوستي) الروسية عن ألكسي ميشكوف، نائب وزير الخارجية الروسية، في أروقة منتدى سان بطرسبورغ الدولي في دورته ال18، إن "موقفنا واضح بالنسبة لمسألة فرض العقوبات.. فهذه ليست طريقتنا، لكننا طبعا نأخذ هذه العقوبات بالحسبان، وبالطبع لدينا إجراءات جوابية على هذه العقوبات، لكننا لا نفصح عنها للعلن". وأضاف أن " قطاع الأعمال هو أقل القطاعات مصلحة في قطع العلاقات أو فرض عقوبات، لأن الوضع الاقتصادي الحالي في أوروبا لا يزال صعبا"، معتبراً أنه "من الطبيعي أن يأتي توسيع العلاقات والتواصل واستحداث مشاريع جديدة بالمنفعة على كلا الطرفين (الروسي والأوروبي)". وأكد ميشكوف أن روسيا معنية بصدق بتهدئة التوتر وتطبيع الأوضاع في أوكرانيا، لافتا إلى أن "موسكو ليست هي من افتعل هذه الأزمة".وأكد أن حل الأزمة الأوكرانية سيساعد في عودة العلاقات، بما فيها الاقتصادية، إلى طبيعتها بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي.