أكدت قيادات إعلامية حضرت منتدى الإعلام العربي أن «الهجمة الإعلامية الغربية على الإمارات تستهدف الإنجازات العربية وكل تطور يحققه العرب». جاء ذلك في سياق منتدى الإعلام العربي الذي اختتم أعماله أمس برعاية نائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وكان مسك الختام تكريم الفائزين بجوائز الدورة الثامنة لجائزة الصحافة العربية، وهم الزملاء: طلال سلمان (شخصية العام الإعلامية)، سمير عطا الله (أفضل عمود صحافي)، مي زكريا العتال (جائزة التحقيق الصحافي)، أحمد علي (أفضل حوار)، سعيد محمد (الصحافة الصحية)، محمد شعير (الصحافة الثقافية)، محمد عبدالشفيع عيسى (الصحافة الاقتصادية)، معن البياري (الصحافة السياسية)، هبة عبدالحميد وولاء نبيل (الصحافة البيئية)، أبوالحجاج محمد بشير (تكنولوجيا المعلومات)، مرزوق العجمي (الصحافة الرياضية)، عبدالناصر العفري (الكاريكاتور)، علاء الدين توفيق بدارنة (الصورة الصحافية)، لينا كيلاني (صحافة الطفل). وكان المنتدى الذي حظي باهتمام كبير في الأوساط الإعلامية كافة، وشارك فيه جمع من كبار المسؤولين والقيادات الإعلامية والأكاديمية البارزة في العالم العربي ومن مناطق عدة حول العالم، تناول عدداً من القضايا الإعلامية والسياسية التي تمثل مصدر نقاش وجدل، والتي تعبّر بصدق وشفافية عن الوضع الحالي للإعلام العربي، كما ألقى كلمته الرئيسية الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الذي أكد على أهمية دور الإعلام في إطلاع الرأي العام بوضوح حول ما يحدث في إطار عملية تنوير ذات صدقية مهنياً وقومياً، والإسهام في الحث على التقدم المجتمعي، وتحقيق السلام، منوهاً إلى الحاجة لإعلام ينتج محتوى معرفياً متقدماً وذكياً، يأخذ في اعتباره متطلبات العصر ويتدفأ في الوقت نفسه بأركان التراث العربي. وشهدت دورة المنتدى ما يزيد على 50 متحدثاً، ونحو ألفي مشارك، ودعا المنتدى إلى ضرورة الاستفادة القصوى من ثورة التكنولوجيا والمعلومات، واختتم بتكريم الفائزين بجائزة الصحافة العربية. وتطرقت مناقشات اليوم الثاني من المنتدى للحديث عن القنوات الفضائية وتغطيتها الأحداث في المنطقة، خصوصاً العدوان الإسرائيلي على غزة. كما ناقش مستقبل الصحافة الورقية وتأثير الأزمة المالية العالمية في الإعلام العربي، كما تناولت جلسة أخرى الأدوات والمفاهيم والخيارات التحريرية التي استخدمتها وسائل الإعلام العربية، خصوصاً التلفزيونية، خلال تغطية الحرب الأخيرة على غزة. وأدار الجلسة الإعلامي والكاتب سليمان الهتلان، وشارك فيها كل من رئيس التحرير التنفيذي في قناة «العربية» نبيل الخطيب، وأستاذ الإعلام السياسي في الجامعة اللبنانية نسيم الخوري، ومدير الأخبار في «بي بي سي العربية» صلاح نجم، ورئيس التحرير في قناة «الجزيرة» أحمد الشيخ. وشكّلت قضية الإعلام الجديد، ومستقبل الصحافة الورقية، وتطورات الاقتصاد العالمي والإعلام الاقتصادي محاور مهمة خلال منتدى الإعلام العربي، الذي طرح أيضاً للنقاش مجموعة أخرى من القضايا من خلال ورش العمل وجلسات النقاش والكلمات الافتتاحية. وفي ما يتعلق بردود الفعل حول المنتدى قالت المديرة التنفيذية لنادي دبي للصحافة مريم بن فهد: «تميّز منتدى الإعلام العربي في دورته الثامنة بتحوله إلى منصة فريدة من نوعها لطرح القضايا الإعلامية المهمة، وملتقى لتبادل الخبرات والأفكار والآراء حول المستجدات المتلاحقة على الصعيد الإعلامي، إضافة إلى ما نجح فيه المنتدى من ترسيخ مناخ الحرية والشفافية، بما يعود بالفائدة القصوى نحو تطوير الإعلام العربي وبالتالي تنمية المجتمعات العربية». من جهته، قال الخبير في الصحافة الاستقصائية الصحافي الأميركي الشهير سيمور هيرش، إن المنتدى يعد برهاناً على مدى التطور الذي لحق بالإعلام العربي على مدار السنوات ال15 الماضية، وإنه يشعر بالحيوية للمشاركة في هذا المنتدى الإعلامي الذي تناول عدداً من المواضيع الإعلامية والسياسية المهمة، ما يجعله خطوة مهمة على طريق التطوير الإيجابي. وأشار هيرش إلى أن تنظيم المنتدى شهد مستوى عالياً من الاحترافية في ظل مشاركة كثيفة من عدد من الجهات الإعلامية والإعلاميين، ما يعني أن هناك تحركاً في اتجاه ما. واعتبر رئيس تحرير مجلة «وجهات نظر» أيمن الصياد، أن الدورة الثامنة لمنتدى الإعلام العربي هي أنجح دوراته على الإطلاق، نظراً إلى طبيعة المواضيع المطروحة، وطبيعة المتحدثين والحضور، مشيراً إلى أن الموضوع الأكثر تركيزاً خلال المنتدى كان الإعلام الجديد، وإلى أي مدى يمكن للإعلام العربي أن يطوّر من نفسه وآلياته لكي يواكب متطلبات الإعلام الجديد، معتبراً أن هذه قضية محورية تمس مستقبل وسائل الإعلام في المنطقة، خصوصاً المطبوعة منها. من جانبه، قال رئيس «بي بي سي العربية» حسام السكري، إن المنتدى نجح في تحقيق أهدافه الرئيسية في تحوله إلى منصة وملتقى للإعلاميين، موفراً مساحة للحوار حول القضايا المختلفة وفرصة لتبادل الخبرات والتعرف على ردود الأفعال حول أبرز المستجدات، معرباً عن تفاؤله باستمرار المنتدى في الحفاظ على توجهاته والسير في الاتجاه نفسه والنهج ذاته لإطلاع الناس على الجديد في المجال الإعلامي.