تلألأت جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان كجوهرة غالية تتوسط عقداً زاخراً بأعماله الخيرية ومساهماته الفاعلة لخدمة وطنه وأبنائه لما تضمنته من أهداف نبيلة، وخطط بناءة، تصب في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة على أرض هذا الوطن، وإن إنشاء هذه الجائزة منذ عشر سنوات يأتي انطلاقا للمسؤولية الاجتماعية كمشروع خيري رائد يعنى بتشجيع المتفوقين وإبراز قدرات وإبداعات الموهوبين من الطلاب والطالبات في التربية الخاصة، وأصبحت موعدا سنويا للحصاد، وخير شاهد على الخير والتكافل الاجتماعي، حيث أضافت إلى عقدها نبعا من العطاء يتمثل في سنابلها الخيرية. وقطعت الجائزة شوطا كبيرا في مجال التربية الخاصة حيث بدأت تتوسع مع الجهات ذات العلاقة لتشمل التعليم والتدريب فضلا عن توفير فرص العمل لهذه الفئة. وكم هو جميل أن يتواصل بر الأبناء بوالديهم سواء في حياتهم أو بعد رحيلهم بالدعاء لهم، وبالبذل السخي من أجلهم في أوجه الخير المختلفة، حيث يعتبر ذلك ضرباً من ضروب وفاء الأبناء لوالديهم. تنفيذا لأمر الله تعالى حيث أوصى بالبر والإحسان إليهما والدعاء لهما، وخفض الصوت أمامهما فقال جل وعلا: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم). فهاهم أبناء الشيخ محمد بن صالح قد أسهموا في العمل الخيري بتتويج حسناته وذلك بتخصيص جائزة سنوية باسم والدهم -رحمه الله- تقدم للمتفوقين والمبدعين من ذوي الاحتياجات الخاصة بنين وبنات في المملكة العربية السعودية، وهذه الجائزة تذكرنا برجل كريم غرس في أبنائه وبناته حب العمل الخيري، والعمل الطيب وانفردت جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان -رحمه الله- بتشجيعهم وتقوية معنوياتهم وإدخال السرور إلى نفوسهم، وإشعارهم أنهم في مصاف الأصحاء فمثل هذه اللفتة الكريمة لهم تعطيهم دفعة قوية من الثقة ورفع المعنويات والأمل المفرح في مستقبل حياتهم، فهنيئا لأسرة الشيخ محمد بن صالح هذا العطاء المثمر، وهنيئا لتلك الفئة بهذه الجائزة الخيرة، وهنيئا للوطن بهكذا أسرة، وجعلها الله في موازين أعمال الشيخ محمد بن صالح بن سلطان -رحمه الله-. *رئيس اللجنة الإعلامية