يتوقع أن يواجه خريجو الجامعات الجدد في منطقة الخليج العربي تحديات صعبة في البحث عن فرص عمل مناسبة لهم، وذلك مرده إلى افتقار شباب اليوم إلى مهارات تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات التي تؤهلهم لدخول سوق العمل، جاء ذلك في تقرير حديث لمؤسسة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي لمجلس التعاون الخليجي. وعزا التقرير هذه الفجوة الرقمية عند الشباب إلى عدم مواءمة سرعة تطور قطاع التعليم مع سرعة التقدّم التكنولوجي في المنطقة، بما يعني تأخر المنظومة التعليمية في المنطقة عن تزويد الطلبة بالمهارات الأساسية لمواكبة متطلّبات سوق العمل في القرن الحادي والعشرين. واعتبر التقرير أن اكتساب المهارات الأساسية لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بات أمراً ضرورياً في وقت تتغيّر فيه آليات البحث عن عمل بشكل مستمر، مشيرةً إلى أن كل من يرغب بالبحث عن فرصة عمل في السوق الخليجية يجب أن يكون على بيّنة كاملة من استخدام أدوات ومحرّكات البحث على شبكة الإنترنت وكيفية تحميل السير الذاتية عبر مواقع التوظيف المتعدّدة، إضافةً إلى المعرفة الشاملة باستخدام منصات التواصل الاجتماعي. وتبيّن دراسة صادرة في العام الماضي عن مؤسسة "برينسس ترست" حول محو الأمية، أن واحداً من أصل عشرة شباب عاطلين عن العمل لا يملكون الدراية الكافية لإرسال سيرهم الذاتية إلكترونياً، بينما يعتقد شخص واحد من أصل ستة أشخاص مِمن شملتهم الدراسة أنهم لا يزالون عاطلين عن العمل بسبب افتقارهم الكفاءات اللازمة لاستخدام أجهزة الكمبيوتر. وبالنظر إلى هذه المشكلة التي تواجه الشباب الباحثين عن وظيفة عالميا، ناهيك عن منطقتنا، على النظام التعليمي أن يعد المعلمون لنقل المهارات المطلوبة للطلبة، بالإضافة إلى إدراج التدريب العملي في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ضمن المناهج التعليمية قبل تخرج الطلبة. وأكّد التقرير أن قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات يشهد تغييرات متسارعة والدليل على ذلك التطوّرات الكبيرة التي يشهدها القطاع في مجالات الحوسبة السحابية والاستخدام الآمن لشبكة الإنترنت وأمن تكنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي والتعاون وعقد الاجتماعات عبر الإنترنت. وتلقى هذه المجالات اهتماما وإقبالاً متزايداً من قبل المشغلين في القطاعين العام والخاص في سبيل خفض التكاليف التشغيلية وفي نفس الوقت تعزيز خدمة العملاء. وقد أسهمت هذه التغييرات المتلاحقة في إحداث تحوّلات جذريّة في سوق العمل في منطقة الخليج العربي. وأظهرت الأجندة الرقمية للمفوضية الأوروبية أن 90% من الوظائف ستتطلّب الحصول على مستويات معقولة من المهارات والكفاءات التقنية والرقمية بحلول عام 2015. ومن جانبه، وجّه جميل عزّو، مدير عام مؤسسة ال ICDL، بأهمية تزويد الشباب بالمهارات الأساسية لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لضمان تأهليهم للمنافسة في سوق العمل، مضيفاً: "إن الاستعداد لدخول سوق العمل يتطلّب معرفةً ما يتعدى مهارات استخدام شبكة الإنترنت والبريد الإلكتروني والتطبيقات المكتبية. ويشترط أصحاب العمل اليوم أن يتمتع الموظف بمهارات تقنية تتوافق وأحدث التكنولوجيات التي يستخدمونها. ومن هذا المنطلق، يجب على المنظومة التعليمية في منطقة الخليج العربي مواكبة التطوّرات التكنولوجية الراهنة بما يلّبي متطلّبات سوق العمل في المنطقة وبالتالي يضمن للخريجين والخريجات التسلّح بالمهارات اللازمة لبدء مسيرتهم المهنية."