يواصل معرض "تذوق الفن بحواسك الخمس" للفنان العالمي التركي إسماعيل آجار؛ حضوره في صالة الفن النقي بالرياض وسيبقى حتى يوم الاثنين السادس من رجب المقبل. المعرض الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة العمى؛ يتضمن أعمالاً فنية تحمل ملامح فن إسلامي معاصر فريد من نوعه يخاطب جميع الحواس؛ اللمس والتذوق والشم والسمع بدلاً من الاقتصار على البصر. ويأتي المعرض بهدف الوصول إلى مقاربة بين الحقائق والإدراك في الفنون البصرية المعاصرة، والبحث عن تجارب جديدة ومختلفة والسعي نحو منهجية العرض التي تراعي ذوي الاعاقة البصرية، كما يلقي الضوء على معان مستقاة من الفكر الإسلامي مثل القوة والحب والبركة والنقاء والجمال ليعيد إحياءها وفق عمل فني معاصر تتذوقه بحواسك الخمس. وفي هذا قالت الدكتورة مها السنان المدير التنفيذي للجمعية السعودية للمحافظة على التراث إنها اطلعت قبل أكثر من سنة على نماذج من أعمال اسماعيل آجار "وقد ذهلت من مستواها وقيمتها الفنية, فتقدمت لمؤسسة ليان وتحديداً لسمو نائب مجلس أمناء المؤسسة الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز بمخطط أولي لإقامة المعرض في الرياض، وبعد إطلاع سمو الأمير فيصل بن عبدالله رئيس مجلس أمناء المؤسسة الذي دعم وبقوة تبني المؤسسة لهذا لمقترح، وبالفعل بدأ العمل مع فريق متميز من النساء السعوديات". وتضيف السنان: "دوري كأمين للمعرض بدأ من خلال الإيمان بالفكرة وأهمية تقديمها في المملكة، لأنها تتناسب مع ما نمر به اليوم في مجال الفنون البصرية بسبب شيوع الفنون المعاصرة غير التمثيلية من ناحية، واستمرار بعض الفنانين في العمل وفق إطار تقليدي من ناحية أخرى، لأن تجربة الفنان التركي العالمي اسماعيل آجار تبرز قيمة العمل الفني الكلاسيكي وفق المفاهيم الغربية للفن من العصر اليوناني مروراً بعصر النهضة وحتى الكلاسيكية المحدثة، ولكنها تؤطرها بمفاهيم ووفق سيناريو عرض يتماشى مع الفنون المعاصرة التي تعتمد على المفهوم والفكرة". ويتميز المعرض بأنه يقدم رسالة قوية مفادها أن الفن للجميع، ولا يجب أن يُحرم أحد منه حتى لو كان صاحب إعاقة! ومن هنا جاءت تسمية المعرض (تذوق الفن بحواسك الخمس) ليقدم تجربة ذات أبعاد حسية متنوعة تجعل من المتلقي يستمتع بجميع الحواس وقت زيارة المعرض وعلى رأسهم الكفيف الذي خُصص له تعريفات خاصة بلغة برايل، وورشة متخصصة مع الفنان ليتذوق الأعمال، إضافة إلى تخصيص جزء من ريع الأعمال لصالح الجمعيات المعنية بالمكفوفين وهي اللجنة الوطنية لمكافحة العمى، وإبصار وكفيف. ويعتبر الفنان إسماعيل آجار تركي الجنسية، ذا حضور عالمي وسمة مميزة في تقديم أعماله الفنية بأسلوب يمزج بين تصوير تشكيلي كلاسيكي وإطار معاصر وفق أبعاد فكرية إسلامية. وعرضت أعماله ولا تزال تعرض في أكثر من ستين معرضاً منفرداً وما يزيد على أربعين معرضاً مشتركاً. وفي عام 2004 منح إسماعيل آجار جائزة "الفنان الأكثر نجاحا في تركيا". ونظرا لمشاركته فيما يزيد على مائتي معرض فردي وجماعي حتى اليوم فإن أعمال إسماعيل آجار تُعرض في المتاحف والمجموعات الخاصة وصالات العرض في جميع الدول الأوروبية والولايات المتحدةالأمريكية وكندا والمكسيك وجميع دول شبه الجزيرة العربية. ويعد إسماعيل آجار أحد مؤسسي اتحاد "سليد" التركي في 2008 وأمينا لمؤسسة "متطوعون من أجل التعليم" في تركيا. وما زال يمارس عمله بالرسم حتى الآن من مدينة إسطنبول التي كانت عاصمة لثلاث إمبراطوريات تاريخية. قام الفنان إسماعيل آجار خلال هذا المعرض الأول من نوعه بتصميم خمس قاعات بألوان مختلفة من أجل أن يغوص الزوار في الأجواء المحيطة ويستخدموا أكبر عدد ممكن من الخبرات الحسية. من أعمال الفنان