يبدأ الإنسان رحلته في الحياة منذ الصغر حيث يعيش مرحلة الطفولة حلوها ومرّها دون تحمّل أي مسؤولية، وعندما يكبر تكبر معه الطموحات والآمال وأيضاً الآلام، فهذه هي الدنيا فيها الخير وفيها الشر.. تحدث فيها كل المواقف والغرائب منها السار ومنها الضار وفي هذا الاتجاه يقول سعد محمد الودعاني: باحت بسرّي يا محمد دموعي تحدثت عنّي دموعي بالأسرار تذرف على الخدين من غير طوعي تسفح محاجرها لو الناس حضّار تكشف خفايا ما تضمّه ضلوعي ونّه بأثر ونّه .. وزفرات وعبار أجاذب الونّات من غيرطوعي باح الصّبر منّي.. وأنا قبل صبّار وفي الواقع أن هناك شعراء وشاعرات أبدعوا كثيراً بتصوير ما بداخل أعماقهم خصوصاً المواقف التي آلمتهم في حياتهم، والحسرات التي عصرت قلوبهم، والجروح القاتلة، ومما يزيد الجرح عندما تعامل الجميع بالتعامل الحسن والطيب والود والوفاء ويحدث من البعض منهم ما يتسبب في ألمك وجرحك تقول الشاعرة تذكار الخثلان: اسمع وش اللي شايله قلب تذكار إن كان ما تعرف وش اللي جرالي حرّه وأحسب الكل وافين وأحرار وما خذت غير الجرح من كل غالي فالشاعرة أو الشاعر يكتب القصيدة من واقع الحال وما يعيشه من لحظة ألم وفرح وذكريات وشوق، وكثيراً ما يرسم في قصائده أجمل الصور للأيام الجميلة في حياته حتى وإن كانت حروف القصيدة محزنة كقول عبدالله عبدالرحمن السلوم: يقول الذي حلو الليالي فقدها تعذّب ونفسه بان فيها جهدها تندّم على أيام مضت له سعيده ولاعاد يدري كيف يرجع سعدها ومن المعروف أن من صفات الشعراء رقة الشعور، والتأثر الشديد بما يواجههم، وما يشاهده، ومن بوح الشعراء والشاعرات الممزوج بألم شديد، وآهات من الأعماق، وحسرة على فرقى الحبيب كبوح الشاعرة نورة الحوشان الذي جاد من قلب مليء بالكثير من الأوجاع، والحسرة، والحنين: يا العين هلّي صافي الدمع هليه وإليا انتهى صافيه هاتي سريبه يا العين شوفي زرع خلّك وراعيه شوفي معاويله.. وشوفي قليبه امنوّلٍ دايم إلرايه انماليه واليوم جيتهم علينا صعيبه إن مرّني بالدرب ما اقدر أحاكيه مصيبتي يا كبرها من مصيبه اللي يبينا عيت النفس تبغيه واللي نبي عجز البخت لا يجيبه