الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، وبعد: فالتاريخ يسطر منجزات العظماء، ويخلد ذكراهم، ومن بركة الرجل أن يسهم بما يحقق عمقاً إستراتيجياً، ورؤى رشيدة مؤثرة، ترسم ملامح مستقبل متوازن، وتحفظ الواقع من النعم، وتكرس معاني عظيمة للولاء والوفاء، وإذا ما أشير إلى هذه الأبعاد ارتسم في مخيلة الجميع حبيب الشعب وعراب الحكمة المليك المفدى خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- فنحن في هذا الوطن الكبير، والمملكة الغالية، مملكة الحب والإنسانية، في السادس والعشرين من جمادى الثانية من هذا العام 1435ه تمر علينا الذكرى التاسعة لبيعة العز والوفاء، بيعة اللحمة والتعاون والصفاء، بيعة الحب والإخاء، بيعة نجدد فيها منهج سلف الأمة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعيهم بإحسان، حينما بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعلوا هذه البيعة منطلقًا لكل عمل يحقق مقاصد الشريعة في الجماعة والإمامة، وكان إطاراً شرعياً لعلاقة الحاكم بالمحكوم، والرعية بولاة الأمر، ويذكر الجميع بقوة الأساس، وضرورة الثبات، فياله من مصطلح عظيم، ورابطة متينة قوية، ذات أبعاد شرعية ووطنية، وتحمل في طياتها دلالات كبيرة، تتمثل في عقيدة يتمسك بها المسلم في علاقته بولاة أمره، كما أن بسببها صار هذا الاجتماع والوحدة، وأثمرت منجزات نوعية هيأ الله هذه الأسرة الماجدة من آل سعود، انتظم العقد في وحدة عظيمة، أرساها ووضع قواعدها المؤسس المجاهد الصالح العادل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، ليستمر هذا العطاء في أبنائه إلى هذا العهد الزاهر الزاخر بالخيرات الذي يقوده الملك الفذّ، والوالي الصالح، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله وأمد في عمره-، اختصر فيها مسافة الزمن، وتحدثت بمنجزاته الركبان، وحقق لوطنه وشعبه ما تعجز لغة الإحصاء أن ترصده، وتواطأت الألسن بالثناء عليه، واجتمعت القلوب على محبته، وارتفعت الأكف ضراعة إلى الله أن يحفظه مليكًا مسددًا، وقائدًا موفقًا. نعم إنها ذكرى بيعة إمام المسلمين، التي تعد امتدادًا تاريخيًا لهذه الدولة المباركة، التي تأسست على نصرة الكتاب والسنة، والقيام على أصل الأصول، وأساس الأمن، وأوجب الواجبات: توحيد الله جل وعلا بصورته الصافية النقية كما نزلت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حامية هذا الأصل مما يشوبه ويكدره، محققة لجوانبه، محاربة كل مظاهر الشرك والبدع والانحراف، ومع تمسكها بهذه الثوابت العظيمة التي هي أساس العز والتمكين، وسبب كل خير عميم إلا أن ذلك لم يجعلها بمنأى عن مظاهر التطور والتقدم، ومعالم الحضارة، بل إن تمسكها بهذا الدين بوسطيته وشموليته ومقاصده، مكنّها من التعامل مع متغيرات العصر، وتفاعلات الواقع، آخذة بكل سبب يؤدي إلى النهوض والارتقاء، وبلوغ الريادة والعالمية، فهذا المنهج الرشيد، والمسلك السديد هو ما قامت عليه دولة التوحيد وحافظ عليها الملوك الكرام، واستمر قوياً ثابتاً راسخاً صامدا أمام متغيرات الواقع، وتحولات الزمن. إنني أقول وأنا أستشعر مرور تسع سنوات على ذكرى بيعة مليكنا المفدى وقد مرت كلمح البصر، كما هو شان العمر، إنها سنوات خير وبركة على هذا الوطن الآمن ومواطنيه، كما هو الشأن في عموم ولاة أمرنا -رحم الله من قضى، وحفظ الله من بقي-، ولست هنا بصدد رصد الإنجازات الملكية لخادم الحرمين الشريفين أو حشد المقام بأرقام وإحصاءات مع أهمية كل ذلك، بل إن رصدها وقراءة متأنية في أبعادها لمما يستحق الدراسة، فهي منجزات غيرت وجه التاريخ المعاصر، مبادرة ملكية في الحوار تجاوزت أبعاد الصراع، وأسست لعلاقة حضارية تقوم على المشترك الإنساني، وتعتمد الأسلوب الأمثل، وحزمة من الأنظمة حددت الإطار الوطني للدولة الحديثة، وقرارات وأوامر ملكية حفظت ثوابت هذه البلاد، ورسخت علاقة الدولة بالعلماء، وعززت وحدة هذا الوطن، وقطعت طريق المزايدة ودعاة الفتن، ومواقف إقليمية ودولية كانت بعد حفظ الله وتسديده، سبباً في الاستقرار والأمن والأمان ورغد العيش، وحفظت هيبة هذه البلاد بل وقوتها في المشهد الدولي الذي لا يمكن أن يتجاوز هذا الرقم الصعب في المعادلات والعلاقات الدولية، أما التعليم بعامة والتعليم العالي وأنا واحد ممن شرفهم ولاة الأمر بخدمة وطني وولاة أمري عبر مؤسسة تعليمية رائدة، وجامعة من أعرق الجامعات ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فأجد مزيجًا من المشاعر التي لا أملك إخفاءها تجاه رائد التعليم العالي ومن حقق قفزة نوعية في مؤسساته وأدواته من هنا فإنني أجد ان البلاغة قاصرة عن التعبير عن مكنون الفؤاد تجاه هذا العظيم الذي نحبه، وإخال أن كل مواطن يحملها تجاه ولي أمرنا، وباني نهضتنا، وحامي وحدتنا خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله وأعزه ونصره. إنني أعترف أن البيان عاجز، والأحرف لا تفي بمكنون الفؤاد، كيف لا والمعبر عن الفرحة والسرور بذكرى بيعته عظيم من عظماء المسلمين، وإمام فذ، ووالٍ عادل، وحاكم رشيد، والحديث عن منجزاته في هذه الحقبة الممتدة بإذن الله يتطلب مجلدات، لأنها تحققت وعاشها المواطنون واقعًا حيًّا، وتزداد أهميتها إذا ما استشعرنا الظروف التي أحاطت بنا، والفتن التي عصفت بدول، وغيرت أحوالاً، وبدلت واقعًا، ونحن بحمد الله وفضله ومنته وتوفيقه نعيش لحمة قوية، ومحبة متبادلة بين الراعي والرعية، نعتصم بالله ونحتمي بحماه أن يحفظ علينا هذه الوحدة، وأن لايغير علينا، أو أن يصل دعاة السوء والفتنة إلى شيء مما راموا تحقيقه، وحينما نتأمل هذه المسيرة المباركة، والتأريخ الحافل بالمنجزات لهذا الرجل العظيم خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- نجد أنها تثبت أن قيادته لهذا البلد المعطاء، وحكمه الرشيد الممتد بإذن الله كان تتمة منجزات سجلها له التأريخ، وملحمة خاضها منذ أن اختاره أخوه جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- رئيسًا للحرس الوطني عام 1383ه، ليضع خبرته القيادية والعسكرية والسياسية في تشكيل وتطوير هذا المرفق الهام، ويستمر عطاء الملك الإنسان، وتبرز مواهبه وقدرته الفذة فيختاره الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- نائبًا لرئيس مجلس الوزراء إضافة إلى رئاسة الحرس الوطني عام 1395ه، وبعد مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- بويع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- حينها وليًا للعهد ويصدر أمر ملكي في اليوم نفسه بتعيينه نائبًا أول لرئيس مجلس الوزراء، ورئيسًا للحرس الوطني، ووليًا للعهد ويكون -يحفظه الله- نعم العضد والمعين، ولي ناصح، وسند متين للملك الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله-. وفي يوم الاثنين 26/6/1426ه تمت مبايعته ملكًا للمملكة العربية السعودية، لتتوج تلك العطاءات بهذه المناسبة التاريخية، مناسبة البيعة التي تضع الرجل المناسب في مكانه المناسب، ولتتوالى الإنجازات لا على المستوى الداخلي فحسب، وإنما على كافة الأصعدة، ونعيش ثمار تلك الملحمة واقعًا نتفيأ ظلاله، ونحمد الله على فضله وكرمه، ونسأل أن يحفظ علينا هذه النعم من الزوال. وفي ظل الفتن التي أشرنا إليها لم تكن بلادنا العزيزة المملكة العربية السعودية بمنأى عن هذا الواقع، بل تداعى أعداء هذه الوحدة في الداخل والخارج للوصول إلى تحقيق مآربهم ولو بخلخلة أمن هذا الوطن أو بالوصول إلى زعزعة ثوابته، وتشكل تلكم الدعوات مهددات تستهدف أمن هذا الوطن ووحدته ولحمته، فتتجسد الحكمة والحزم والحنكة والسياسة والدبلوماسية التي انعكست في مواقف أثبتت للتأريخ أن أمة يقودها هؤلاء العظماء لأمة معطاء، وأن وحدة يحميها من يتحمل المسؤولية أمام الله ثم أمام شعبه لهي أمة محفوظة بحفظ الله، مصونة بأمان الله، وتثبت تلك المواقف التي تحمل فيها ولاة الأمر مسؤوليتهم، ووعى الشعب الكريم دورهم، فالتفوا حول قيادتهم، ونبذوا كل دخيل من الفكر وكل داعية سوء لتبقى هذه الوحدة التي تبنى على الأصول الشرعية، والمقاصد المرعية لا تؤثر فيها عواصف الفتن، ولا توالي المحن بإذن الله، تثبت عوامل الوحدة، ومواقف الأفذاذ من الرجال. ومن هنا فإن أول ما يستحق النظر والتأمل ما حبى الله به مليكنا من سمات شخصية كانت وراء تلك المواقف العظيمة، فمن يرصدها يترسم في هذا الملك الإنسان الحنكة والحصافة، والنزعة العربية الإسلامية والمحبة الصادقة لشعبه ووطنه والحكمة وبعد النظر، واستشراف المستقبل برؤية سديدة، ومع ذلك البساطة المتناهية، التي يعيش فيها مع شعبه وكأنه واحد منهم، ويحتل الوطن والمواطن سويداء القلب، فالوطن يعيش مع ملكينا كل لحظة من لحظات عمره المديد -بإذن الله- لا يرضي له إلا الصدارة، والرقي والحضارة، والأخذ بكل معطيات الحياة المعاصرة وما يضمن الأمن والاستقرار، مع الحفاظ على الثوابت والأسس التي قامت عليها هذه الدولة المباركة، ولذلك حفظ التاريخ لولي أمرنا - أيده الله - بأن أمرين لا مساومة عليهما، الدين والوطن، وكانت تلك القرارات والأوامر والتوجيهات والمراسيم التي تمت الإشارة إلى أهمها وأعمها أثراً، وكان من آخرها الأمر الملكي الذي يقطع الطريق على دعاة السوء والفتنة، ومن يصطادون في حوالك الظلم، حينما وافق -أيده الله-على قرار هيئة البيعة بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد ليكون ذلك حامياً لهذه الوحدة، وسببا في استمرار الصلاح والإصلاح، وسيسطر التاريخ هذا الموقف الحكيم، فلئن فاخرت أمم بالديمقراطية فإن رصيد ولاة أمرنا من ذلك ما يمثل الصورة المثالية، والمنهج الإسلامي، إذ يصل المواطن إلى أعلى مسؤول في الدولة من خلال سياسة الأبواب المفتوحة، ولذا فإنه لا يستغرب ذلك الرصيد الشعبي من المحبة والولاء واللحمة لمليكنا - أيده الله- ولتهنه الخيرية التي أخبر بها المصطفى (حين قال: «خيار أئمتكم الذين تحبوهم ويحبونكم وتصلون ويصلون لكم»، وهو رصيد يقرؤه الراصد في كل المجالات، ويعبر عنه المواطنون بعفوية ودون أية حواجز، وهذا لاشك من أسباب السعادة ومظاهر الخيرية، وعلامات التوفيق والسداد. إنني في ذكرى البيعة مع إبداء المشاعر التي لا يمكن لمواطن إخفاءها أود التنبيه على أن هذه الذكرى تحمل بعدًا شرعيًا يجب أن يبرز ويتم توظيفه لمحاربة مظاهر الشرور والفتن والانقسامات، فكم هو معنى عظيم نتذكره بمرور هذه الأيام، حينما نتذكر هذا المصطلح الذي يعد العلاقة بين ولاة الأمر ورعيتهم، فهو شأن يربطنا بعهد السلف الصالح الذين ينطلقون في أمورهم من النصوص الشرعية، والمقاصد المرعية، فيعدون البيعة هي منطلق الجميع في الالتزام بمقتضاها، فهي بالنسبة للرعية عهد مع الله أن يكون المواطن متعبدًا لله بما شرعه من السمع والطاعة والنصح والتعاون والتعاضد والتكاتف والألفة والوحدة والاجتماع، وكف أذى المعتدين، وشرور الخارجين، وكيد المفسدين، وتتم بهذه العلاقة مقاصد الشرع في الجماعة والإمامة، وتتجسد في أرض الواقع دولة مثالية، يحكمها شرع الله، ويوجهها حكم الله، وهي بالنسبة للراعي مسؤولية كبرى بمقتضاها يقيم شرع الله في عباد الله، ويسوس رعيته بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وينهج نهج سلف الأمة، وهذا ما يجده المنصف في واقع وطننا الحبيب في علاقته بولاة أمره، ومن هنا فالبيعة ليست مجرد ذكرى، وإنما هي حدث يجدد في كل مواطن معاني الوفاء والإخلاص والمسؤولية الكاملة تجاه كل ما يكون من المصالح الكبرى، والمكتسبات الوطنية في مجالات الحياة المختلفة، والحمد لله أن هذه المعاني تتحقق بصورتها المثالية في واقعنا، فولاة الأمر لا يعيشون في أبراج عاجية، ولا يفصلهم عن شعبهم حواجز السلطة والمسؤولية، بل هم في قلوب رعيتهم، والشعب يعيش في قلوبهم، وتحمل قرارات مليكنا وعباراته ومشاعره الحب الكبير للشعب العظيم، والتقدير لكل من أسهم في أي عمل، خصوصًا ما يكون سببًا في درء الفتنة، وتحقيق أعلى وأجل معاني الوحدة، وفي مقدمة الشعب العلماء في هيئة كبار العلماء وخارجها، الذين تحملوا مسؤولية الكلمة وأمانة العلم، وكان لمواقفهم في أيام الأزمات والمحن أثر قوي في توحيد الكلمة وقطع الطريق على المزايدين، ثم أولئك الرجال الأوفياء، والأبطال البواسل في كافة القطاعات الأمنية والعسكرية في وزارة الداخلية وغيرها، الذين هم حماة الوطن، وحصون الثغور، والأعين الساهرة على أمن هذا الوطن ووحدته ومكتسباته، أيدهم الله بتأييده، وحقق بهم ما يطمح إليه ولاة الأمر، ثم عموم الشعب الوفي الذي عاهد الله، ووفى ببيعته، حتى لا يدع فرصة لداعية سوء أو فتنة، وأن يجعل مصلحة وطننا فوق كل اعتبار، ولعلي أستشهد بما قاله خادم الحرمين الشريفين-أيده الله- وهو يصدر بعض القرارات المهمة في فترة مضت، حيث قال: "يعلم الله أنكم في قلبي أحملكم دائماً وأستمد العزم والعون والقوة من الله ثم منكم"، فهل بعد هذه المشاعر الصادقة المتبادلة بين الراعي والرعية يحتاج المرء إلى دليل على ذلك. -حقًا إنها ملحمة الوفاء، والحب والإخاء، جسدها مليكنا بهذه العبارات التي تتقاصر دونها كل الجمل والأحرف، وتتناثر دونها كل المعاني البلاغية، ولا يملك المواطن إزاءها إلا أن يبادل المليك بها، ويشهد الله على ذلك، ويحمد الله جل وعلا أن أعلى مسؤول في هذه الدولة يحمل هذه المشاعر التي يحتل بها من مواطنيه سويداء قلوبهم، هذه شواهد على مواقف ومبادرات ومنجزات رسمت لوحة على وجه التأريخ المعاصر لهذه المملكة الغراء، تشهد بالحكمة والحنكة، وتفيض بالمعاني المعبرة عن اللحمة والوحدة. ومن هنا فإننا عند الحديث عن المنجزات والمبادرات في الشأن الداخلي لمليكنا المفدى يجد أن أعظمها وأوفاها ما يصب في خدمة الثوابت، وحماية جناب الشريعة، وتأكيد هذه الأصول العظيمة، والأسس المتينة. وأما في المجال العربي والإسلامي والعالمي فإنني أوجز مشاعري بأن أقول: هنيئًا لنا بخادم الحرمين، وإمام المسلمين، لقد مكن لهذه البلاد، وقادها بإقتدار إلى الريادة والمثالية الطموحة، وإنجازات مليكنا حديث لايمل، ومعين لا ينضب، يوقفنا بتصرفاته ومبادراته على تمسكه بالإسلام وقيمة وأحكامه، والشعور بشعور الجسد الواحد يجعل قضايا المسلمين وما يحل بهم فوق كل اعتبار، ويساهم ويشارك بكل ما أوتي من ثقل وقوة عالمية ليوظف هذه المكانة في مشاركة المسلمين قضاياهم ومعاناتهم، وما مواقفه الأخيرة تجاه ما حل بشعب سوريا الشقيق، وصراحته وقوته في الحق، وتوظيف المكانة العالمية لهذه الدولة المباركة عبر المنظمات والهيئات الدولية لإظهار صوت الحق والعدل إلا شاهد على ما ذكرت، وها نحن نشعر وبكل فخر واعتزاز أن بلادنا الحبيبة، ووطن الإسلام المبارك يفرض نفسه في كل المحافل الدولية كرائد للسلم والسلام، وقائدنا ومليكنا بمبادراته وحكمته وحنكته يجمع الأمم المتنافرة، لتعتمد الحوار الهادف، والقيم المشتركة، والعلاقات المبنية على التسامح والتشاور، فتختزل هذه المبادرة التاريخ التحديات والعقبات، وتجسد الطموحات والآمال واقعًا حيًا، تقوم على هذه الأسس التي ينطلق فيها من ميزات الإسلام وخصائصه وقيمة وثوابته، وتنبذ كل مظاهر الغلو والتطرف، والإرهاب والإفساد، ويكون الخطاب الوسطى هو الصورة المثالية التي تفرض نفسها كبديل بطرف النقيض، فالحمد لله الذي وفق خادم الحرمين الشريفين إلى مثل هذه المساهمات المؤثرة، التي غيرت كثيرًا من المفاهيم والتصورات التي كان يحملها البعض عن الإسلام عمومًا، وعن بلاد الحرمين خصوصًا، ونسأل الله سبحانه أن يمكن لإمامنا وولي أمرنا، وأن يسدد قوله وفعله، ويجعله من أنصار دينه وأعوانه، وممن يجدد الله بهم الدين في هذا العصر، كما نسأله سبحانه أن يحفظه بحفظه، ويكلأه برعايته، ويمده بعونه، وأن تمر علينا هذه الذكرى أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، ووطننا إلى عز وخير وتقدم، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية