لو تمكنا من تعميم هذه الثقافة التي يجهلها الكثيرون برفضهم لها وإدراجها على قائمة مؤشرات الضعف لزالت الخلافات وعمت أجواء المودة والتآلف والتراحم بين الناس، وبالتالي يصبحون كما أراد خير البشر مثل الجسد الواحد في جميع شؤون الحياة. مَن منا معصوم من الخطأ؟! وكلنا معرضون لارتكابه عندها لا يمكن العدول عنه إلا عن طريق التعبير عن الشعور بالندم على فعل أو قول تسبب في ألم أو إساءة لشخص آخر، وذلك بطلب العفو من الذي أسأنا إليه بالطريقة التي يراها المُعتذر مناسبة مع من أراد أن يعتذر منه، ولكي يكون للاعتذار وقع ذو قيمة لا بد من اعتراف المخطئ وندمه أمام نفسه أولًا ثم السعي جاهدًا لإصلاح ما يمكن إصلاحه. أما بخصوص الطرف الآخر والموجه إليه الاعتذار، كما يجب أن نتعلم كيف نعتذر علينا أيضًا العفو والصفح عند المقدرة، والتغاضي في كثير من الأحيان بالتماس الأعذار والبعد عن تصيد الأخطاء، وعدم الإصرار على الاعتذار الصريح المكلف دائمًا، وهكذا يتسنى لعجلة الحياة المضي في طريق سالك قدر المستطاع، فقد قال تبارك وتعالى:«والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين». إذن لنتذكر بالاعتذار كل من اشتاقت لهم أنفسنا وأبعدتهم عنا الأساءة، ولنسارع لحماية علاقتنا الإنسانية من الانهيار. ولنبتعد تمامًا عن ربط الاعتذار بانتقاص الكرامة، فهو دليل على علم وثقافة وذوق وحلم وفكر سديد. شذى الحربي - جدة