|منذ نعومة أظفارنا ونحن نسمع عن أهمية أن نكسب الناس.. وأن نحبهم.. وأن نتسامح معهم حتى لا نخسرهم بالتوتر.. والانفعال.. وربما الحقد!!. ومنذ مطلع اهتمامنا بالكتاب ونحن نحتفظ بكتاب (كيف تكسب الأصدقاء) كان الواحد منا مولعاً بمعرفة أسرار الاحتفاظ بمحبة الناس.. والتفافهم. وفي كل مراحل العمر.. ومع تعاقب السنوات كان الواحد منا يشعر بأهمية الأخوة.. والأصدقاء.. والزملاء والأحباب.. وتبلغ القناعة حدها الأقصى بأن الإنسان بدون الناس يخسر كثيراً.. ويتعثر كثيراً.. ولهذا فإن كل انسان يفاخر بأصدقائه المحبين.. وبأحبابه الأوفياء .. وبمعارفه المخلصين. وتعلمنا اننا يجب ان نتسلح بالتسامح.. والصفح عن أخطاء الناس حولنا فالعلاقات قد يشوبها بعض الأخطاء.. لكن الأهم ألا نفرط في الناس لمجرد موقف عابر.. أو خطأ قد يكون غير مقصود.. وتعلمنا أنه لابد لنا من التماس العذر للآخرين حتى نظل القادرين على انجاح علاقاتنا بالناس. والأسوياء فقط من يجدون سعادتهم في وجود أحبابهم وأصدقائهم من حولهم.. ويتقلدون أبداً قول الشاعر: أخاك.. أخاك إن من لا أخا له كساع الى الهيجا بغير سلاح وأحياناً يبلغ بنا العجب حداً كبيراً ونحن نتابع السوء الذي يتقلده البعض ضد أصدقائهم ومعارفهم وزملائهم دون اكتراث بفداحة خسارتهم.. وتعاضدتهم بالمحبة والالتفاف في الأفراح.. والأحزان.. ربما ليس هناك من احتياج لا قدر الله ولكن مهما يكن فالانسان لا يستغني عن الناس حتى يبدو أكثر صلابة.. وتماسكاً وشعوراً بروح الاخاء. والذين يعتقدون بأنهم بلغوا حداً من القوة.. والتأهل.. يغنيهم عن الناس فهم واهمون لا يعرفون قيمة الحب بين الناس.. وقد يمرون بمواقف لم يحسبوا لها فيجدون انهم أكثر احتياجاً من غيرهم لمن فرطوا في علاقاتهم معهم!. اننا نحتاج دائماً الى القناعة بأن الانسان ضعيف بنفسه.. قوي بأهله وناسه ومحبيه ولهذا فإن كسب الناس والفوز بالتفافهم ومحبتهم فن يُكرس له ما وسعنا الى ذلك سبيلا. ولعل أفدح الخسائر ان نفقد بعض المحبين.. والمخلصين.. والأوفياء دون سبب صريح.. ودون مؤديات واضحة.. فنتوتر.. ونغضب.. ونقذف.. ونهاجم.. دون مبرر.. حتى إذا ما افقنا لحظة وجدنا الناس قد انفضوا من حولنا.. وان أصدقاء الأمس فضلوا الابتعاد والانسحاب!!. دائماً احرصوا على كسب الناس فهم الثروة الحقيقية التي يجب ألا نفرط فيها.. وبقدر ما نكسب الناس فاننا نكسب في كل المواقف أو معظمها فالناس سند قوي وفاعل لا نسغني عنه ابداً. آخر المشوار قال الشاعر: لو كل كلب عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقالاً بدينار