قال أمين عام وزارة التنمية الاجتماعية في الأردن عمر حمزة إن الاعلان العالمي لحقوق الانسان تضمن ضرورة تمتع الأشخاص ذوي الاعاقة بالحريات الأساسية وتكافؤ الفرص وعدم التمييز الذي يمثل انتهاكا للكرامة والقيمة المتأصلة للفرد، كما بين أهمية تمتعهم باستقلالهم الذاتي واعتمادهم على أنفسهم بما في ذلك حرية تحديد خياراتهم بأنفسهم. جاء ذلك أمس في عمان خلال افتتاح ندوة "دور الاعلام وقضايا الاعاقة" الذي نظمته وزارة التنمية الاجتماعية في الأردن بالتعاون مع الاتحاد العربي للمكفوفين، وشاركت فيه دول عربية عديدة إلى جانب المملكة العربية السعودية من بينها العراق، وقطر، والأردن، واليمن. واشار حمزة إلى أن "البعد العربي في العناية بهذه الفئة استند إلى المنطلق الأول للاستراتيجية العربية لرعاية وتأهيل الأشخاص المكفوفين الصادرة عن الاتحاد العربي للمكفوفين، وهو الايمان بأن كل كفيف يمكن أن يتعلم ويتأهل ويصبح فرداً نافعاً ومقبولاً في مجتمعه إذا ما اختيرت الطرق المناسبة لتعليمه والوقت المناسب لذلك". وقالت مديرة المركز السعودي لتأهيل وتدريب الكفيفات إيناس الطائفي إننا "نسعى من خلال مشاركتنا في النشاطات الخاصة بالكفيفات إلى الاستفادة من خبرات الآخرين على المستوى العربي لتطوير المركز وتوسيع نشاطاته مع مختلف الفئات وزيادة التواصل مع الآخرين". وأضافت الطائفي في تصريحات خاصة "بالرياض" إن المركز يتواصل مع كافة المستويات المجتمعية بعدة وسائل من بينها نشرة دورية وموقع الكتروني، لافتة إلى أنه ما زال هناك تطلع لزيادة معرفة المجتمع العربي والمحلي بنشاطات المركز السعودي ودوره في تأهيل الكفيفات وتدريبهن. ونبهت إلى أن المركز يقوم بممارسة نشاطاته منذ 40 عاما، وقد استقبل ودرب كفيفات عربيات من مختلف الجنسيات إلى جانب الجنسية الأردنية. ولفتت إلى أن "الاشراف الاداري على المركز اشراف أردني - سعودي مشترك ما بين وزارة التنمية الاجتماعية في الأردن ووزارة التربية والتعليم في السعودية"، مشيرة إلى أن وزارة التربية تقدم جميع الخدمات التشغيلية للمركز بينما تدفع وزارة التنمية الأردنية رواتب الموظفين. وقالت إنه يستفيد حاليا من خدمات المركز 59 كفيفة، من بينهن ستة طالبات من فلسطين وأربعة طالبات من اللاجئات السوريات، لافتة إلى أن 16 طالبة من قطاع غزة أبدين رغبتهن في الانتساب إلى المركز ونسعى لتوفير الدعم لجلبهن إلى الأردن. وشددت على أن من ثمرات المركز تمكنه خلال الفترات السابقة من تخريج طالبات أصبحن مدرسات في الجامعات وشغلن مناصب مهمة في مختلف قطاعات المجتمع الأردني والعربي وهن الآن يسهمن البناء والتنمية. وأشارت إلى أن البطالة في صفوف الخريجات من أهم الصعوبات التي تواجه الخريجات، موضحة أن البطالة أصبحت أزمة مجتمعية تشمل جميع الفئات وليس الكفيفات فقط، وقالت إن "النسبة التي حددها القانون الأردني لتشغيل ذوي الاحتياجات الانسانية في الوظائف الحكومية بسيطة ومتواضعة وهي 4% وهذه النسبة موزعة على أبناء الشهداء والآرامل والاعاقات المختلفة وبالتالي فإن نسبة الكفيفات في التوظيف ستكون أقل من واحد في المئة". وأشارت إلى أن 800 كفيفة تخرجن من المركز منذ تأسيسه في عام 1974 بقرار من المؤتمر العام للجنة الشرق الأوسط لشؤون المكفوفين في الرياض. وقالت الطالبة الكفيفة اسراء أبو كشك إن "المركز السعودي يقدم لنا التدريب والتأهيل في عدد من القطاعات ومن بينها دورات الطباعة والثقافة الاسلامية والتغذية واللغة الانجليزية ودورات مهنية أخرى مثل دورات التجميل والشغال اليدوية". وقال مدير مديرية شؤون الأشخاص ذوي الاعاقة في وزارة التنمية الاجتماعية في الأردن الدكتور عوض السميرات "يراعى الأردن ممثلا بوزارة التنمية الاجتماعية الأشخاص ذوي الاعاقة وخاصة فئة المكفوفين من خلال مديريات التنمية الاجتماعية والمراكز المنتشرة في جميع انحاء الأردن وتقدم لهم خدمات الرعاية والتدريب والتأهيل والتشغيل للوصول الى الاستقلالية والاعتماد على الذات".