تم إنشاء المركز السعودي لتأهيل وتدريب الكفيفات بالأردن وتحديداً بالعاصمة عمان "عام 1974" تحت اسم "المكتب الاقليمي للجنة الشرق الأوسط لشؤون المكفوفين"، ومن خلال إعداد مذكرة تفاهم بين وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية ووزارة التنمية الاجتماعية الأردنية تقتضي ان تتحمل وزارة التربية والتعليم السعودية ميزانية المركز كاملة، والإشراف الإداري والفني عليه ممثلة بالأمانة العامة للتربية الخاصة، وتلتزم وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية بالتعاون في تقديم كافة التسهيلات اللازمة لعمل المركز، وبذلك أصبح هذا المركز مثالاً للمشاريع الإنسانية الخيرية التي تقدمها حكومتنا الرشيدة بكل بقاع العالم. أهداف المركز "الرياض" قامت بزيارة لمقر المركز بعمان، حيث التقينا مع الأستاذة إيناس الطائفي المديرة والمشرفة على المركز السعودي لتأهيل وتدريب الكفيفات، والتي سلطت الضوء على المركز ودوره في خدمة الكفيفات بقولها: من أهداف المركز والتي من أجلها أنشئ إزالة الأمية لدى الكفيفات، وتمكينهن من قراءة القرآن الكريم وتعلم أساسيات الدين الإسلامي، وكذلك تعليمهن وتدريبهن على أصول الكتابة والقراءة بطريقة برايل ومبادئ الحساب باستخدام الأدوات الخاصة، وأيضاً تأهيل الكفيفات نفسياً واجتماعياً بأساليب التوجيه الفردي والجماعي، وتنمية المهارات الاجتماعية والذهنية بما يساهم في التكيف والاندماج بالمجتمع وتحمل المسؤولية. هذا بالإضافة إلى تدريبهن على المهن التي تتلاءم مع طبيعة كف البصر وتوفير وسائل النمو الثقافي العام لهن، وتشجيع من لديهن القدرة على اكمال دراستهن مع تهيئة سبل ذلك بالتنسيق مع الجامعات والكليات. شروط القبول وعن شروط القبول بالمركز تقول الأستاذة إيناس من الشروط الواجب توفرها أن تكون المرشحة من فئة الإعاقة البصرية "كلي - جزئي"، وان يكون عمرها ما بين 15- 35سنة وخالية من الأمراض السارية والمعدية ولديها القدرة على التدريب، حيث تخضع للتجربة مدة شهر على الأقل. أسالي تقديم الخدمة يقوم المركز بإجراء مسح ميداني في أنحاء الأردن بهدف التعرف على الكفيفات اللاتي هن في سن القبول بالمركز، وذلك عن طريق الاتصال بالمراكز الصحية ومركز تنمية المجتمع المحلي والجمعيات الخيرية وغيرها، كما تقوم المشرفة الاجتماعية بزيارات ميدانية للتعرف عن كثب على وضع الكفيفات الصحي والاجتماعي ومدى قدرتهن على الالتحاق بالمركز ودوراته، بالإضافة لقيام المركز بزيارات ميدانية لأصحاب العمل وتقديم طلبات التوظيف لخريجات المركز لديوان الخدمة المدنية ضمن محاولاته لتوفير فرص التشغيل للمتدربات بعد الانتهاء من التدريب. وأما بالنسبة للخدمات المقدمة للكفيفات فقالت: يقوم المركز بتأمين السكن الداخلي للطالبات من خارج عمان والمواصلات للطالبات من داخل عمان، حيث انه يستقبل الكفيفات من كل الدول العربية ودول الخليج العربي، كما يتم تأمين الرعاية الصحية والمصروف والزي المدرسي للطالبات الملتحقات بالمركز. دورات المركز وعن الدورات التي يحرص المركز على عقدها للطالبات تقول الأستاذة إيناس الطائفي: يقيم المركز دورات متعددة منها دورة الثقافة الإسلامية، والتي تعقد بالتعاون مع مكتب الملحق الديني لسفارة خادم الحرمين الشريفين بالأردن، ومديرية الشؤون النسائية في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، والتي تهدف إلى تعليم مبادئ الدين الإسلامي وخاصة ما تحتاجه الفتاة المسلمة في أمور حياتها ومدتها عامان دراسيان. كما ان هناك دورة حياكة الصوف ومدتها عامان دراسيان، تتدرب الطالبة فيها على استعمال آلات النسيج وحياكة الصوف لانتاج المنسوجات الصوفية المختلفة، ودورة التدليك والتي تؤهل الطالبة لدخول مجال جديد وهو التشريح والأمراض والصيدلية وعلم النفس، ومن ثم يتم التطبيق العملي في أقسام المعالجة الفيزيائية في المستشفيات داخل الأردن ومدة هذه الدورة عامان دراسيان.وتضيف كذلك يوجد دورة (ICOL) الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب ومدتها فصل دراسي واحد، حيث تم اعتماد المركز كأول مركز خاص لعقد مثل هذه الدورات من قبل اليونسكو، كما ان هناك دورات أخرى في التغذية والتصنيع الغذائي. وفي المقسم "السنترال" وفي النول اليدوي. وأيضاً يقوم المركز بعمل العديد من النشاطات اللامنهجية بهدف توسيع مدارات المتدربات الثقافية والاجتماعية مثل المشاركات بالاحتفالات الوطنية والدينية والاحتفالات الخاصة بالمكفوفين بالاضافة للرحلات بأنواعها والمسابقات والمعارض الفنية، كما يتم الاستفادة من مكتبة المركز وما يوجد بها من كتب ومطبوعات مخطوطة بخط برايل مثل مجلة الفجر - الشروق - المصباح. وتضيف يصدر المركز مجلة تعتبر الأولى من نوعها بخط برايل وهي "رفيق النور". مكانة المركز وتختتم حديثها بأن المركز ولله الحمد أخذ مكانة بارزة بالأردن بحكم انه الوحيد الخاص بتأهيل الكفيفات، وهذا بفضل الله ثم بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وما تقدمه من دعم مادي ومتابعة لكافة الاحتياجات اللازمة للمركز، حيث حظى المركز بزيارات متعددة لعل من أبرزها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - إبان توليه وزارة المعارف سابقاً، بالإضافة لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - وسمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد، وكذلك زيارات لمعالي وزراء التربية والتعليم على التوالي. كما يحظى المركز كذلك بمتابعة سفارة خادم الحرمين الشريفين بالأردن وإشراف مباشر من المسؤولين بالحكومة الأردنية وذلك جميعه في سبيل الوصول بهذا المركز الإنساني وتحقيق الرسالة والهدف السامي من إنشائه.