ينتظر الجزائريون اعلان وزير الداخلية نتائج الانتخابات الرئاسية التي يرجح ان تؤكد فوز عبد العزيز بوتفليقة (77 سنة) بولاية رابعة رغم متاعبه الصحية. ويعقد وزير الداخلية الطيب بلعيز مؤتمرا صحافيا يعلن فيه النتائج الاولية للمرشحين، على ان تعلن النتائج النهائية بعد اسبوع من قبل المجلس الدستوري. واعلن بلعيز مساء أمس الأول ان نسبة المشاركة الاجمالية والنهائية في الانتخابات الرئاسية الجزائرية بلغت 51,7% متراجعة بالمقارنة مع آخر انتخابات رئاسية جرت في 2009 وبلغت 74,11 في المئة. وقبل اعلان النتائج بدأ انصار بوتفليقة منذ مساء الخميس بالاحتفال بفوزه بعد تسريب وسائل اعلام بعض النتائج الجزئية التي اظهرت تقدم الرئيس المنتهية ولايته. واعترف منافسه الاكبر علي بن فليس ضمنيا بالهزيمة لكنه اكد انه "لن يقبل ابدا بهذه النتائج" منددا ب"التزوير" الذي "اخمد مرة اخرى صوت التعبير الحر والخيار السيد للشعب الجزائري". وقال ان "التاريخ سيحفظ هذا اليوم لما وقع فيه من اعتداء على ضمير الامة عن طريق اغتصاب ارادتها وسرقة اصوات المواطنين ومصادرة الإرادة الشعبية". ودعا بن فليس الجزائريين الى "الصبر والحذر.. وعدم الخضوع إلى اي استفزاز من شأنه المساس بطمأنينة المواطنين او سكينة المجتمع". واتهم انصار بوتفليقة بن فليس بانه سيحدث الفوضى في الشارع في حالة عدم فوزه في الانتخابات، كما اتهموه ب "الارهاب". ويتنافس في الانتخابات بالاضافة الى بوتفليقة وخصمه الاول علي بن فليس، رئيسة حزب العمال التروتسكي لويزة حنون وعبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل وعلي فوزي رباعين رئيس حزب عهد 54 وموسى تواتي رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية. ونتيجة للتوتر الذي سبق بداية الاقتراع جندت الحكومة اكثر من 260 الف شرطي ودركي لحماية نحو 23 مليون ناخب تمت دعوتهم للادلاء بأصواتهم في 50 الف مكتب تصويت. وشابت الانتخابات حوادث متفرقة، خصوصا في البويرة جنوب شرق الجزائر، حيث اندلعت مشادات بين المقاطعين وقوات الدرك، ما اسفر عن 70 جريحا منهم 47 دركيا، بحسب مصادر متطابقة. وركزت اغلب الصحف الجزائرية الصادرة أمس على ظهور الرئيس المنتهية ولايته وهو يدلي بصوته على كرسي متحرك في انتخابات رئاسية "لم تكن تحمل اي رهانات". وكتبت صحيفة الوطن الناطقة باللغة الفرنسية ان "اداء الرئيس لواجبه الانتخابي بمساعدة احد مرافقيه من بداية العملية الى وضع بصمة اصبعه على سجل الناخبين يكذب التطمينات التي ما فتئ يطلقها انصاره بان صحته تحسنت منذ اصابته بجلطة دماغية في ابريل 2013". وبالنسبة لصحيفة ليبرتي فان "الانتخابات بحد ذاتها لم تكن تحمل اي رهانات .. والرهان الوحيد هو في الحقيقة لما بعد 17 ابريل". وبالنسبة للشروق فان ظهور الرئيس "مقعدا" اثار عطف فئة من الجزائريين "يعتقدون أن الرئيس ضحى بحياته من أجل الجزائر". ومنذ استقلال الجزائر في 1962 حكمها سبعة رؤساء لم يغادر واحد منهم منصبه بالانتخاب، بل اما بسبب الوفاة او الاغتيال او الانقلاب او الاستقالة.