مع كل أزمة تشتعل داخل أنديتنا الرياضية نفتش عن الأسباب وراء انقداح الشرارة فنجد أن واقع الجمعية العمومية الصوري الذي من خلالها جيء بالإدارة المعنية بأمر النادي هي السبب، ولا أدل على حقيقة ذلك مما حدث ولا زال يحدث في نادي الاتحاد والذي انتهى المآل به بحل مجلس إدارة النادي الذي لم يمض على تشكله ثلاثة أشهر. ليس في الاتحاد وحده يحدث ذلك، وإن كان هذا النادي قد أصبح كقمة جبل الجليد في هذا الجانب تحديداً، وإنما الأمر ينسحب على معظم الاندية خصوصاً أندية الواجهة كالنصر والهلال والشباب وحتى الأهلي والاتفاق بل إن الأمر يكاد ينطبق على كل الأندية حتى تلك القابعة في الظل، وهنا تحديداً سأسلط الضوء على ناديي الاتحاد والاتفاق باعتبارهما حجر الزاوية في الوقت الراهن. لننظر لواقع نادي الاتحاد مثلاً. هل كانت رعاية الشباب ستحتاج لتشكيل اللجنة تلو الأخرى وعلى مدار سنوات لتقصي الأوضاع في النادي إدارياً ومادياً لتنتهي قبل يومين بقرار حل لمجلس إدارة منتخب لو أن آليات الجمعية العمومية مطبقة بالشكل الصحيح عند تعيين مجلس الإدارة سواء أكان التعيين بالانتخاب أو التزكية أو حين ممارسته لمسؤوليته؟ بالطبع لن يكون ذلك، أولاً لكون الجمعية العمومية ستفرز مجلس إدارة سيكون ممثلاً فعلياً لخيار أغلبية أنصار النادي لا أن يكون ممثلا لخيار ثلة متحكمة بمصيره، وثانياً لكون أعضاء الجمعية سيبادرون لمراقبة عمل المجلس طوال دورته؛ إذ سيكون تحت المجهر حيث ستتم محاسبته عند انعقاد كل جمعية عمومية عادية. مثل هذا الأمر لا يحدث في نادي الاتحاد رغم انعقاد الجمعية تلو الأخرى خصوصاً في السنوات السبع الأخيرة والسبب أن ثمة من يتحكم في بوصلة الجمعية بالتنفذ على نفر قليل تحكمهم المصالح الشخصية والغايات الخاصة، فيأتون بهذا الرئيس كخيار واقع ثم نراه يسقط شر سقطة بقرار استقالة بعد أن يكون في مرمى الجماهير الساخطة وسط غياب تام لدور الجمعية العمومية التي تظل مغيبة تماماً عن واقع النادي على كافة المستويات لاسيما المالية. ما يحدث في نادي الاتفاق أمر ليس بعيداً عن الشأن الاتحادي فهذا النادي العريق لا يتجاوز عدد أعضاء جمعيته العمومية نحو 95 عضواً، وهم لا يشاركون على أرض الواقع حيث ظل اختيار مجلس الإدارة طوال عقود ماضية يتم بالتزكية في جمعيته العمومية غير العادية، أما الجمعية العمومية العادية فلا ذكر لها ولا لأعضائها، ولذلك فلا أحد اليوم يستذكر هؤلاء الأعضاء رغم الحديث عن الرغبة في إسقاط الثقة في مجلس الإدارة بعد سقوط الفريق للدرجة الأولى وهو أحد صلاحيات أعضاء الجمعية العمومية. إن لجوء الجماهير الاتفاقية سواء تلك التي تطالب برحيل الادارة أو التي تدعم بقاءها للاحتشاد في النادي ورفع الرايات المنددة أو الداعمة وهو أسلوب سبق للنصراويين تطبيقه وقبلهم الاتحاديون وفي أندية أخرى ما كان ليحدث لو أن الجمعيات تمارس دورها الفعلي؛ لكن الأمور ستبقى على هذا الحال وأسوأ طالما ظلت رعاية الشباب تغط في سباتها العميق إزاء هذا الواقع ولا تصحو إلا حين تنفجر الأزمة فيصعب الحل.