عانت من أمر الأحداث الجسام حمل وولادة وإرضاع وعناية وتربية وشقاوة طفل, ضحت بالتضحيات العظام نست راحتها والمنام عندما تداهم طفلها الأسقام تظل راعية وساهرة أعواماً تلو أعوام وكل مايحتاج وليدها على مايرام فماذا نجازي من كانت تسهر لننام وتجوع لنأكل الطعام ومن شقت لتجعل حياتنا كأجمل الأحلام. الأم من يحبها ويكرمها لا يلام وبإذنه تعالى لا يضام فرسالتي لكل جاحد وجاحدة اجعلوا من أنفسكم شمسا تشرق في سماء أمهاتكم ومصباحاً ينير لهن الدروب وسراجا يبدد ظلام الطريق ولا تكونوا كالريح الثائرة وكنار الحريق ولا تجعلوا من الأم تناجيكم من بعيد وتندب حظها وعلى القهر تنام وتفيق. أنت أيها الجاحد اذهب إلى أمك إنها تبكي بكاء مريرا قد ضج البيت ببكائها لم ترحم دموعها وولهها عليك لم تقدر أمومتها فرسالتها إليك: ولدي قطعتني ولم أزل أصلك جفيتني ولم أزل أبحث عنك نسيتني ولم أزل أذكرك . وبعد أن انتهى التاريخ من تسطير السجل الأسود للابن الجاحد لم تطق الأم صبرا وماتت ألما وحسرة القلب الكبير لم يحتمل توقف وتوقف معه العطاء الخالد للأم وتوقف معه الألم الجسدي والنفسي أيضا ارتاحت الأم من عناء الجحود وذهبت إلى دار الخلود. حق لك أيها الابن الجاحد أن تضرب يدا على يد انظر الى وجهك في المرآة حتى تستحي من نفسك, وحق لك أن تبكي على حالك عندما انقطع تيار السلوك الإسلامي لديك وحينما تسببت بموت أغلى إنسان الأم نبع الحنان ومكمن الأنس والأمان فيا ربي يا رحمن ارحم أمي فقد مر على رحيلها خمسة أعوام فبعد موتها عيني لا تنام.