أطلقت موبايلي مجموعة من البرامج لتأهيل الشباب والفتيات بسوق العمل أبرزها برنامج صيانة الهواتف المتحركة لمئات الفتيات وبرنامج الصفوة الذي ابتكرته موبايلي لصقل المهارات القيادية لدى الشباب وفق برنامج دقيق يعتمد على القياس والتقييم وذلك لاكتساب كافة الخبرات إلى جانب برنامج مشترك مع جامعة الأمير سلطان يهدف إلى تأهيل خريجي كليات تقنية المعلومات والهندسة. وبحسب الأستاذ حمود الغبيني المدير العام التنفيذي للاتصال المؤسسي فإن هذه الحزمة من البرامج تأتي ضمن استراتيجية جديدة للمسؤولية الاجتماعية انتهجتها الشركة للمساهمة في التنمية داخل المجتمع. وأكد الغبيني في هذا الحوار أن المسؤولية الاجتماعية باتت اليوم تحمل مفاهيم متكاملة لتحقيق التنمية داخل المجتمع بصور مختلفة، ونجد أن الشركات الكبرى ذات الحس الوطني والدراية الكاملة بأهميتها تبادر إلى تفعيل دورها الاجتماعي من خلال النشاطات المختلفة التي تقوم بها. وفي هذا الحوار يسلط الغبيني الضوء على أبرز المستجدات والإنجازات التي تم تحقيقها خلال الفترة الماضية ضمن هذه البرامج. * المتابع للمشهد العام في قطاع الاتصالات وهو القطاع الذي رسخ بشكل فعلي للمسؤولية الاجتماعية يلاحظ فتوراً في الأنشطة ّالمجتمعية في الآونة الأخيرة، فكيف ترون ذلك من الداخل؟ - أولاً لا أعتقد أن وصف الفتور مناسب مهما كانت طبيعة المرحلة التي تتحدث عنها لأن المسؤولية الاجتماعية ليست نشاطًا تسويقيًا بحتًا، والمراهنة في المسؤولية الاجتماعية للشركات تعتمد بشكل رئيس على القدرة على صناعة "الأثر" وليس على الوفرة أو استخدام المسؤولية الاجتماعية لأغراض دعائية أو كذراع إعلامي. بنظري المسؤولية الاجتماعية للشركات في المملكة تمر بفترة تصحيحية، متى ما تم التعامل معها بذكاء وفق استراتيجيات واضحة وفعالة فإنها بالتأكيد ستغير من خارطة أنشطة المسؤولية الاجتماعية، وهذا الأمر فطنا له منذ وقت مبكر، لذا تجد أننا في موبايلي نضع حاجزاً بين برامج المسؤولية الاجتماعية وبين التبرعات، تجد أننا نشخص المشاكل ومن ثم نبتكر برامج تتناسب مع طبيعة المرحلة، ولن أقول أننا نملك العصا السحرية لهذه المشاكل، لكننا سنكون جزءًا مهمًا من الحل. * وكيف ستستطيع الشركات أن توفر حلولاً لهذه المشاكل في الوقت الذي هي مطالبة بتحقيق ربحية في القطاعات التي تعمل بها؟ - إذا كنت تقصد تحقيق الربحية عبر هذه البرامج فهذا أمر مرفوض إطلاقًا ولا أعتقد أن هناك أي شركة تعمل وفق هذا الإطار، أما إذا كنت تتحدث عن الانشغال بتحقيق الربحية والانصراف عن المسؤولية الاجتماعية فلا أعتقد أن هناك شركة فاعلة وواعية يمكن أن تغفل الجانب المهم لبرامج المسؤولية الاجتماعية، لكنني أعود وأكرر الرهان هنا ليس على الحضور في المشهد ولكن على القدرة على صناعة الأثر، وقد يكون هذا على المدى البعيد. * كيف تصنف برامج المسؤولية الاجتماعية لدى موبايلي وقدرتها على صناعة الأثر الذي تتحدث عنه؟ - موبايلي تعودت على صناعة الأثر، وترك بصمة واضحة في كافة أنشطتها التسويقية وبرامج المسؤولية الاجتماعية. نحن الآن في موبايلي نتحدث عن برامج المسؤولية الاجتماعية التي تسير وفق استراتيجيات واضحة، تلك البرامج التي تهدف في المقام الأول إلى المساهمة الفعلية في المجتمع السعودي، برامج مبتكرة وتهدف إلى مساهمة فاعلة ذات أثر ملموس، لتكون ذراعًا مساندًا للعديد من المبادرات الحكومية والحلول التي توفرها مختلف الوزارات كل حسب الحقل الذي يعمل فيه. ومادمنا نتحدث عن " الأثر" فإن أفضل طريقة لصناعتة هي التركيز على دائرة واحدة، لذا تجد أن برامج المسؤولية الاجتماعية في موبايلي تتمحور حول الشباب وقضاياهم، حيث بدأنا بشكل فعلي منذ 2012 على صياغة استراتيجيات جديدة تتعلق بالبرامج المتعلقة بالشباب ضمن اطار المسؤولية الاجتماعية، ونحن نراهن على أن هذه البرامج ستترك "الأثر" المنشود على المدى البعيد، لإنها واقعية وتمثل جزءاً هاماً من قضايا الشباب في المملكة. * هل بالإمكان إعطاءنا ملامح استراتيجية البرامج المسؤولية الاجتماعية المخصصة للشباب؟ - لو تحدثنا عن أهم القضايا التي تستحوذ على قطاع الشباب لوجدنا أنها تتمحور حول "البطالة" ويندرج تحت ذلك "التوظيف" وقضايا متعلقة بالتدريب والتأهيل سواءً أكاديميًا أو حتى مهنيًا. نحن في موبايلي انطلقنا من هذه النقطة تحديدًا وخرجنا بحزمة من البرامج التي تخدم هذا الشأن، وكانت باكورة الأعمال في العام الماضي عبر برنامج تشاركي مع جامعة الأمير سلطان من خلال برنامج الأمير سلمان للتعليم من أجل التوظيف والذي نرعى فيها برنامج SAP الذي يمنح درجات شهادات احترافية مهنية تؤهل هؤلاء الشباب للحصول على وظائف مرموقة في القطاعين العام والخاص. هذا البرنامج مثلاً نهدف من خلاله إلى تأهيل الشباب والشابات السعوديات لتطوير قدراتهم وتحقيق احتياجات سوق العمل في المستقبل، وإذا أردت أن نتحدث عن "الأثر" فهذا الأمر ما نتوق إليه في موبايلي عندما نحتفل بتخريج أول دفعة من الملتحقين بالبرنامج هذا الصيف والتي تشمل 20 فتاة و30 شابًا. ونخطط للمضي قدمًا في هذا البرنامج الذي استغرق إعداده وبناء أركانه الوقت الكثير للوصول إلى المخرجات النهائية. * هل سيسهم هذا البرنامج من الحد في مشكلة البطالة؟ - نريد أن نكون أكثر ايجايبية، لذا نحن لا نتحرك بشكل مباشر، لنواجه الشباب ونقول لهم أنك أمام كابوس أو تحدي، نحن نعمل بطريقة "لا تعطيني سمكة، بل علمني كيف أصطاد" لذا نحن نوفر لهم الأدوات ونهيئُ لهم التدريب، ولا نقف عند هذا الحد، بل لا نبخل حتى بتقديم المشورة وتقديم بعض التسهيلات اللوجستية، وربما يمكن النظر لهذا الأمر بشكل أكثر شمولية من خلال برنامج "صيانة أجهزة الهاتف المتحرك" والذي نستهدف فيه فئة الفتيات ذوات الدخل المحدود سواءً كن يحملن تعليمًا جامعيًا أم تعثرن في إكمالهن لدراستهن من خلال هذا البرنامج الذي يهدف إلى فتح أفق استثمارية لهن وإيجاد مصادر للدخل في صناعة تحقق ربحية في ظل تنامي استخدام أجهزة الهاتف المتحرك. * ولماذا تم تحديد هذا البرنامج للفتيات؟ - أولاً البرنامج هو ضمن القطاع الذي نعمل به، وأعني قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، الأمر الآخر أن الجانب الاستثماري فيه غير مكلف حيث لا يتطلب الأمر سوى معرفة عدد من التقنيات وطريقة برمجة وصيانة الأجهزة الذكية، كما أنه سيوفر للفتيات خصوصية تامة في المستقبل، حيث يمكن للمستفيدات من العمل في منازلهن أو فتح مشاريع صغيرة تحت اشراف مباشر منهن. وبحمد الله لقى هذا المشروع أصداء واسعة من قبل المستفيدات، لمسناه في الإقبال على البرنامج وسرعة وقابلية التعلم لديهن ونحن نستهدف فيه للوصول إلى تأهيل 1000 فتاة سعودية من ذوات الدخل المحدود بالتعاون مع المعهد الوطني المتخصص للتدريب في محافظة جدة. وما دام الحديث يتمحور حول برمجة الأجهزة الذكية، أحب أن أشير إلى برنامج آخر نستهدف فيه الشباب والفتيات الذين يحملون نزعة تقنية من خلال دعمهم عبر برامج تتوافق مع هواياتهم ومساعدتهم على إنشاء مشاريع ريادية، حيث أطلقنا في العام الماضي ما أسميناه (أكاديمية موبايلي لمطوري التطبيقات) بغرض تدريب الهواة والمبتدئين ليصبحوا محترفين في مجال تطوير تطبيقات الهاتف المتحرك بالتعاون مع شركة الخليج للتدريب والتعليم، حيث يسير هذا الأمر بالتوازي مع برنامجنا الأشهر لدعم مبرمجي التطبيقات والذي نرصد فيه جوائز قيمة مجتمع موبايلي للمطورين والذي نحتفل به بشكل سنوي. * هل تعمل موبايلي على استقطاب المميزين أو النخبة من المستفيدين في برنامج المسؤولية الاجتماعية؟ - هذه البرامج تهدف في المقام الأول إلى التأهيل والتدريب، ولن تكون موبايلي وحدها الحريصة على استقطاب النخبة المميزة من الشباب الذين توفرت لهم فرص التدريب، وأحب أن أشير هنا إلى أننا في موبايلي نعمل ضمن برنامج "الصفوة" على تطوير إمكانية الشباب السعودي والاستفادة القصوى من إبداعاتهم في هذا المجال، وبرنامج الصفوة هو برنامج داخلي خرج بعد دراسات مستفيضة من قبل عدد من بيوت الخبرة، لدعم الكفاءات الوطنية وتطوير مهاراتهم وإكسابهم الخبرات العلمية والعملية عبر تمكينهم في حقل العمل، تم في عام 2012 استقطاب 50 شاباً من خريجي الجامعات السعودية أو المستفيدين من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث. وفي عام 2013 تم استقطاب نفس العدد السابق كما هو الحال في العام الحالي، حيث يستمر هذا البرنامج لمدة عامين هي المدة الفعلية للبرنامج الذي يسهم في تطوير مواهب الشباب عن طريق إعطائهم الفرصة للعمل في جميع إدارات الشركة متنقلين من إدارة لأخرى كل ستة أشهر وفق برنامج دقيق يعتمد على القياس والتقييم وذلك لاكتساب كافة الخبرات، إلى جانب تزويدهم بدورات مكثفة وبرامج متخصصة لتطوير الأداء بالإضافة إلى تمكينهم من الاندماج بشكل أكبر مع موظفي موبايلي ذوي الخبرات العالية الذين يقومون بدعمهم وتوجيههم ومساندتهم من خلال بيئة عملٍ متميزة وكيان عائلةٍ واحدة. * أخيرًا، كيف ترون الشباب السعودي وقدرته على المساهمة في القطاع الخاص؟ - عُرف عن موبايلي أنها شركة شابة سواءً في توجهها أو حتى على مستوى القيادات، الشباب السعودي داخل موبايلي يتمتعون باحترافية عالية ويتلقون كل الدعم من الإدارات التنفيذية ويمثلون جزءًا كبيرًا من هذه الإدارة وحتى خارجها، ما لمسناه من خلال رعايتنا الدائمة للملتقيات وأنشطة التوظيف نلتقي دائمًا بشباب متحمس ومندفع نحو العمل ويفكر بطريقة إبداعية. حمود الغبيني إطلاق برنامج الصفوة من موبايلي لتوظيف الشباب السعودي المؤتمر الصحفي لتدشين برنامج صيانة وبرمجة الهواتف الذكية