ما شاء الله تبارك الله، هي البداية التي تُقال، عند الحديث عن مهاجم الهلال "الزلزال" ناصر الشمراني، وبعد البداية، أجمل حكاية، وأفضل رواية، عن قصة نجاح، عنوانها كفاح، ومضمونها: نجم في سماء مكة لاح ! ففي العام 83 من الميلاد، ولد نجم البلاد الذي نجوميته تكبر معه وتزداد والذي أرقامه لم يعد يستوعبها أي عداد، صرخة طفل "مكاوي" هناك في حارة الهنداوية، حينها كانت صرخة طفل أما في وقتنا الحاضر فهي صرخة نجومية. في أزقة حارته الضيقة، تعلم كرة القدم الشيقة، وتعلم فيها أبجديات كرة القدم وفنونها ولكن الحارة لم تعد تُرضي طموح "الزلزال" فانتقل للشاطئ أحد أعرق فرق حواري مكة وهناك تعلم المنافسة على البطولات والتغلب على كل الصعوبات، وبعد ذلك قرر الانتقال للوحدة، ليخوض مرحلة الاحتراف بعد مرحلة الهواية ، ومن هنا بدأ روايته التي تروى بكل فخر للأجيال. رواية مهاجم صبر على دكة الوحدة، ومن خلال أول فرصة ظهر بشكل مغاير لينتقل بعدها للشباب ومن ثم للهلال، رواية مهاجم عمره في الدوري السعودي عشرة اعوام فقط، ونصف عمره في الملاعب حقق فيه هداف الدوري السعودي. خمس مرات هداف الدوري، رقم كبير جداً حققه لم يكن ليحدث لولا توفيق الله ومن ثم انضباطه وجديته داخل الملعب وخارجه. كيف لا يكون الهداف وهو من يبحث عن نصف الفرصة ليحققها ولا يهتم بشكل الهدف هل هو سينمائي أم عادي وكيف لا يكون الهداف وهو لا يهدأ له بال، حتى يسجل هدفاً في كل لقاء، بلا كلل و بلا ملل حتى عرفته الشباك صديقاً لا يفارقها، وشاشة الملعب حفظته اسماً ورقماً لا يخرج عن إطارها. هو حل لأي نادٍ لديه مشكله بالهجوم، لأنه مشكلة بحد ذاتها للخصوم، يغضب للخسارة، يفرح للانتصار، يعشق التحدي، يحب الإثارة، صاخب في حضوره، مدهش في غيابه، هو رقمٌ يتصاعد ويكسر كل الأرقام، ليكون اسم يُكتب في الأمام، هو الهداف التاريخي في دوري أبطال آسيا والمهاجم الأول في السعودية. هو رسالة للنشء مفادها: الوصول ل"الموج الأزرق " لابد أن يمر بالشاطئ، فلا للاستعجال لتحقيق الآمال. بقي أن أشير بأن "الزلزال" تعرض لإصابتين كادتا أن تنهياه ولكن بالإرادة والعزيمة حولهما لإصابة شباك منافسيه.