أوضحت الباحثة منال المنصور في رسالتها العلمية «واقع عمل البائعات السعوديات في الأسواق التجارية» أن أهمية الدراسة التي نالت عليها درجة الماجستير من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تأتي كونها ستسهم بإذن الله في إطلاع المهتمين بعمل المرأة على أبرز المزايا والعقبات التي تواجهها المرأة من خلال عملها بائعة في الأسواق التجارية والتي ستشكل صورة متكاملة للعمل على خلق فرص وظيفية للمرأة السعودية في مهنة البيع بالأسواق التجارية من أجل إثبات ذاتها وتحقيق مكانة اجتماعية جيدة وإكسابها أدوات الإنتاج الرابح بالاعتماد على نفسها في ظل الواقع الذي تعيشه المرأة السعودية داخل المجتمع كونها عضواً فاعلاً داخل المجتمع الأمر الذي يشير إلى ضرورة التوسع في مجالات العمل المتاحة أمام المرأة السعودية على أن يتم ذلك بصورة تحكمها مبادئ الدين الإسلامي. وتهدف الدراسة إلى التعرف على الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للبائعات في الأسواق التجارية والتعرف على المعوقات التي تواجه السعوديات العاملات في الأسواق التجارية كبائعات من وجهة نظر البائعات أنفسهن، إضافة إلى التعرف على المزايا التي يمكن أن تحصل عليها المرأة السعودية العاملة كبائعة في الأسواق التجارية، وتناول السبل الكفيلة لمواجهة المعوقات التي تحد من عمل المرأة كبائعة في الأسواق التجارية. وتناولت الدراسة بعض التقاليد الاجتماعية التي تلعب دوراً مهماً في فرض القيود التي تحول دون مشاركة المرأة في كثير من المجالات، كذلك ينظر لعمل المرأة السعودية نظرة ثانوية حيث يعتبر عملها في كثير من الأحيان أمراً موقتاً ينتهي بانتهاء الداعي إليه، بالإضافة إلى النظرة غير الواثقة لعمل المرأة من ناحية الشك بقدراتها وإمكاناتها. البيت والمدرسة يؤثران في اختيار التخصص الوظيفي وتقول الباحثة منال إن هناك العديد من الدراسات التي تناولت عمل المرأة بشكل عام ولكنها لم تتطرق لعمل المرأة كبائعة في مجتمعنا السعودي، مشيرة إلى اتفاق معظم الدراسات إلى وجود بعض المعوقات التعليمية والتدريبية والتي تتمثل في عدم التنسيق بين مؤسسات التعليم العالي للنساء واحتياجات المجتمع من العمالة النسائية، وضعف تأهيل المرأة فنياً، وعلمياً للعمل بشكل عام، والافتقار إلى العدد الكافي من المعاهد الفنية للنساء، وعدم حرية المرأة حينما تختار من أنواع التخصص بسبب توجيهها في تنشئتها الاجتماعية في البيت والمدرسة وعدم الكفاءة ويتمثل ذلك في عدم توافر الدورات التدريبية والإعداد قبل وأثناء الخدمة. إضافة إلى المعوقات الاقتصادية والتي تتمثل في هامشية مساهمة المرأة في المهن والوظائف وزيادة القوى العاملة الوافدة، وسياسة التدريب والتشغيل التي لم تأخذ في الاعتبار حجم الإناث، وعدم اشتراك المرأة في التخطيط حتى في أدق الأمور وعدم تكافؤ الفرص في الاستخدام، وارتفاع مستوى الدخل وبسبب عدم الحاجة المادية حيث يتردد أرباب الأسر في السماح للنساء بالعمل. وتؤكد المنصور أهمية العمل على إزالة المعوقات التي تحد من عمل المرأة كبائعة في المراكز التجارية، وتوفير فرص التدريب والتأهيل للنساء العاملات في مجال البيع بالأسواق التجارية، ودعم وتشجيع أصحاب الأسواق التجارية لتشغيل المرأة السعودية في مجال البيع، وتوفير وسائل مواصلات خاصة بالنساء البائعات في الأسواق التجارية من وإلى موقع العمل. إضافة إلى أهمية منح المرأة العاملة في مجال البيع في الأسواق التجارية حق الحصول على الإجازات المرتبطة بالأمومة والوضع، وتوفير الظروف الملائمة من حيث ساعات الدوام لعمل المرأة السعودية كبائعة في الأسواق التجارية، وتوفير المزيد من فرص العمل كبائعة في الأسواق التجارية للمرأة، وإنشاء قاعدة بيانات لاحتياجات سوق العمل من البائعات، وتوفير دور حضانة في الأسواق التجارية لأبناء العاملات. كما تؤكد على توعية المجتمع بأهمية عمل المرأة كبائعة في الأسواق التجارية، والقيام بدراسات وافية حول سبل معالجة المعوقات التي تحد من عمل المرأة كبائعة في المراكز التجارية. وتشير المنصور إلى أهمية تعزيز الإمكانات المادية والبشرية لمصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات لتطوير دورة البيانات الإحصائية، وتوفير المؤشرات الرئيسية لسوق العمل في مدد زمنية قصيرة ومنتظمة. إضافة إلى توفير الدعم المالي والإداري لقاعدة المعلومات الإلكترونية بوزارة العمل وتطويرها، لرصد الحركة في سوق العمل في جميع مناطق المملكة، وأيضا لاستكمال البنية الأساسية اللازمة لتنفيذ إستراتيجية التوظيف السعودية. ودراسة إمكانية قيام وزارة العمل بإصدار نشرة دورية، تنطوي على وصف تفصيلي للوظائف المتاحة في سوق العمل الوطني (وفي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مرحلة لاحقة)، بحيث توزع مجانا، وتوضع على موقع الوزارة على شبكة الإنترنت.