تشارك المملكة العربية السعودية اليوم الاثنين العالم بالاحتفال بيوم الصحة العالمي تحت شعار "مخلوقات صغيرة، تهديد كبير", حيث يتم في كل عام اختيار موضوع يسلط الضوء على أحد مجالات الصحة العامة ذات الأولوية وسيكون الموضوع المخصص لعام 2014م هو الأمراض المنقولة بالنواقل. الجدير ذكره أن الأمراض المنقولة بالنواقل الأكثر انتشاراً بالمملكة هي الملاريا، وحمى الضنك، وحمى الوادي والمتصدع، والليشمانيا، والبلهارسيا. وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن "المرض المنقول بالنواقل الأكثرَ فتكاً هو الملاريا وأنه قد تسبب فيما يقدَّر ب 660000 حالة وفاة في عام 2010، وكان معظم هؤلاء من الأطفال الأفارقة، لكن المرض المنقول بالنواقل الأسرع نمواً في العالم هو حمى الضنك، حيث ازداد وقوع المرض 30 ضعفاً على مدى السنوات ال 50 الماضية، وكان لعولمة التجارة والسفر والتحديات البيئية - مثل تغير المناخ والتحضر - تأثيرٌ على سريان الأمراض المنقولة بالنواقل، وتسببت في ظهورها في بلدان لم تكن معروفة فيها سابقاً". وقد جاء في كتاب وزارة الصحة الإحصائي الصحي السنوي لعام 1433ه/2012م أن العدد الإجمالي لحالات الملاريا في المملكة المُبلغ عنها في عام 1433/2012م ارتفع بنسبة 22% عما كانت عليه في عام 1432/2012م حيث بُلغ عن 2788 حالة. أما فيما يخص مرض الليشمانيا الجلدية فقد تم رصد 1464 حالة في معظم مناطق المملكة مع وجود تفاوت ملحوظ في معدلات الإصابة في مناطق مختلفة, حيث سجلت القصيم أعلى نسبة وقد بلغت 28.23 حالة لكل 100000نسمة، ويبين التقرير أن ذروة الليشمانيا الجلدية كانت خلال فصل الشتاء لعام 1433 ه / 2012م، وأن المرض مستوطن في 18 من أصل 23 بلداً من إقليم شرق المتوسط واحدة منها هي المملكة العربية السعودية. ووفقا لوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وبحسب الكتاب الإحصائي الصحي السنوي لعام 1433ه/2012م فقد تمت السيطرة على البلهارسيا بنجاح في ال 20 عام الماضية وفي العديد من البلدان بما في ذلك السعودية والبرازيل وكمبوديا والصين ومصر. وفي تقرير صدر عن المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة, ذكر أن "النواقل هي كائنات حية تنقل العوامل الممرضة والطفيليات من شخص (أو حيوان) مصاب إلى آخر، وأن الامراض المنقولة بالنواقل غالباً ما توجد في المناطق الاستوائية التي تكثر فيها الحشرات والأماكن التي يصعب فيها الحصول على مياه شرب وأنظمة صرف صحي مأمونة. وأفاد التقرير أن "الأمراض المنتقلة عن طريق النواقل هي من الأمراض الأكثر خطورة والتي لا يمكن التنبؤ بها, كما أن الحماية منها والتحكم بها صعب للغاية بما أن العدوى قد تعود حتى بعد العلاج ولأن الكائنات متأصلة في البيئة التي تنتشر فيها، مشيراً إلى أن خطورة النواقل تكمن في قدرتها على نقل المرض على نطاق أوسع وأسرع من الأمراض الأخرى التي تحتاج إلى الاتصال بين إنسان وآخر لتنتقل". ومن أبرز التدابير الوقائية للحماية من نواقل الامراض هي مكافحة الحشرات الناقلة وأماكن تواجد يرقاتها بالرش بالمبيدات المناسبة، وردم البرك والمستنقعات والتخلص من النفايات ومنع تكدسها، وارتداء ملابس ذات أكمام طويلة وتغطية الساقين في الأماكن المنتشر بها الحشرات واستخدام الكريمات الطاردة لها.