نعلم أن القائد في أي منظومة يتحمل الجزء الأكبر من النجاح.. أو الفشل.. قائد يبحث عن النتاج الحقيقي، ويأتي ذلك بعد توفيق الله من رسم الخطوات التدريجية وبمساعدة ودعم من المرؤوسين تحت إدارته. شريعة تتم ونجدها هي المتداولة في شتى المنظومات، فلا يمكن أن يستغني الرئيس أو القائد عن الموظفين ومن تحت إدارته، فهؤلاء هم النجاح الحقيقي للعمل، يكمن القائد الحقيقي بوضع لبنات وقواعد ثابته تسيرها الرقابة فقط، أعمدة هم الموظفون بإدارته، اتكالية وثقة متواجدة فيما بينهما، لاتتم العملية ونجاحها بشخص واحد فقط. ولكن عندما نجد أن هناك تباعد وفجوات بين الرئيس ومرؤوسيه سنجد أن هناك فشلا ذريعا، ويأتي ذلك من أسباب عدم التواصل وعدم إعطاء الثقة، وأيضا ابتعاد الرقابة، فالفشل يأتي من فشل الإدارة وتعود إلى الرئيس الموضوع، ولا يمكن أن تتجه بوصلة الفشل إلى الموظفين، قد يكون الأداء سيئا من الموظفين وإنتاجهم ضعيف، ولكن الرئيس هو من يدير تلك المجموعة ومن الفشل أن لا تعي ولا تدرك إنتاجية الطاقة البشرية الموجودة في منظومتك، هنا تكمن الفجوة وابتعاد التواصل والرقابة، وهناك العكس نجد أن المرؤوسين لديهم الإنتاجية والطموح ولكن القائد لهم لايبالي ولا يكترث لهؤلاء، ولا نعلم هل هي أسباب داخلية؟ مع العلم أن النجاح مفرح ودلالة على نجاح منظومته ولكن!! وشمولية الجودة تكتمل بعناصرها من رئيس مراقب ومتواصل وبين الموظفين من تقديم الإنتاجية، ونجد تلك الرؤية متواجدة كثيراً خصوصاً بمنظومات (القطاع الخاص)، حيث أن شرع تلك المنظومات الإنتاج والبحث عن الربحية ولا تكمن العملية إلّا بالتواجد العقلي للرئيس اتجاه موظفينه في المنظومة، وهي عملية تتم يومياً، خصوصاً أن الربح هو سبب إنشاء المنظومة، فلو رأينا الخسائر التي تتلقاها بعض المؤسسات والشركات أسبابها عدم توفر الجودة والشمولية وهي لا تتعدى رئيس ومرؤسين، وأقسام من إدارته من عمليات أخرى من التسويق والإعلان، وهناك الرئيس (المتسلط) بوجوده المركزي وجعل المركزية هي شعاره، نتج عن ذلك انعدام الثقة وزرع الإحباط للمرؤوسين. القائد عندما يحترم ذات الموظف تحت إدارته وتحفيزه ودعمه، بعكس القائد الباحث عن ذاته بالتمسك بالمنصب والمحافظة عليه، ولا يعلم أن سبب المحافظة على المنصب هو نجاح ونتائج المنظومة، النتائج هي خير جواب ودعم له وزرع الثقة بالتجديد له، القائد يجعل الحوار والنقاش ومعالجة الأخطاء شراكة بينه وبين الموظفين، لايتخذ القرار إلاّ بعد دراسة وتمعن، جعل موظفيه مستشارين له بأخذ رؤياهم حول قضية، جعل المنظومة بيت واحد ويسعى لنجاحهم. الإعلام المرئي والمقروء بوجود القائد الناجح (المهني) سنرى إنتاجية ولا أروع، حيث المحاسبة للعاملين وتحفيز الناجحين، ولو رأينا القنوات الفضائية الشهيرة سنجد العلاقة وطيدة ومحترمة بين مدير القناة والعاملين، علاقة تتسم بالمحبة والدعم وتقديم التسهيلات والمطالب لهم، نتيجة ذلك مادة جميلة ورائعة ستَظهر على الشاشة، والمتلقي هو الحكم لها! مسألة الأمر والنهي بغير محلها بدون رؤية لمجرد التسلط لا تنتج أي تقدم أو نجاح، فالأمر بالنهي يأتي للفائدة للتصحيح ومعالجة الأخطاء لكي لا تتكرر. الفجوة بين الرئيس ومرؤوسيه إن وجدت فلن نرى أي نجاح، لأن المنظومة مجرد شكل بدون إنتاجية وهي مع الأسف متداولة في بعض الدوائر والمؤسسات لدينا!! والله من وراء القصد.