سنوات مضت كانت تمثل الزمن الجميل للقصيدة الشعبية، كان فيها إبداع المرحلة التي ترتسم على جنبات الشعر هي تلك التي كان فيها شعراء رسموا صوره إبداعية حقيقية للقصيدة الشعبية. تلك المرحلة الجميلة تميزت بجماليات الشعر من خلال نظمه وكتابته وتدوينه إذ بقي لنا جميلا نستشعر من خلاله صورة أولئك الشعراء الذين تأثروا كثيراً ببيئتهم وأثروا فيها وهذا بالطبع ماجعلهم يبدعون شعراً وعاطفةً. في حديث المجالس لاتزال ذكراهم وأحاديثهم متداولة خصوصا بين كبار السن الآن، ولاتزال كذلك قصائدهم الرائعة متداولة لجمالها وعذوبتها خصوصاً إذا ماعرفنا قصصهم التي ترتسم في مضامين قصائدهم، فأغلب قصائدهم في ذلك الزمن الجميل تحكي قصصا مختلفة كالحب والهيام والحزن والألم والفرح. عندما نتأمل ذلك الزمن من خلال الاستغراق فيه نجد أن شعراءه عاشوا على فطرتهم ونقائهم وصفائهم بل عاشوا طبيعتهم الجميلة والحالمة التي بها يصورون ولها يبثون شكواهم وآلامهم وآمالهم، هم كذلك استطاعوا أن يتركوا لنا شيئاً يجب الحفاظ عليه ويجب أيضاً الاستقاء منه في شعرنا الحاضر. ثقافة الشعر لديهم كانت جميلة والا لما كانت قصائدهم مبدعة مفردةً ومعنى وصورة والدليل على ذلك ما نقرأه لهم من خلال دواوين الشعر من قصائد هي في حقيقتها مبدعة ثقافياً مع أنهم لم يتعلموا أدوات لغوية أو نحوية ولكنهم في كل الحالات أبدعوا ولذلك كان هو زمنهم الجميل بالنسبة لنا. في وقتنا الحاضر يوجد لدينا إبداع ويوجد لدينا ثقافة شعرية متميزة وهذا شيء طبيعي ولكن مايهم هنا هو أن تظهر بشكلها الحقيقي الذي يخدم الساحة الشعبية الحالية من خلال العديد من النوافذ الإعلامية كالبرامج الشعرية المرئية والمسموعة والمكتوبة كالصحافة والتحرير الشعبي. يبقى الزمن الجميل رائعاً بكل أدواته الشعرية التي هي حقيقة الشعر والموروث الشعبي بأكمله.