يظل القمر يمثل الروعة والجمال، ويظل هو ملهم الشعراء وأنيس وحدتهم، ومنه يستشعرون لذة الشعر وعذوبته. في القمر صورة الجمال التي يأتي بها الشعراء في قصائدهم العاطفية والوجدانية التي تملأ مساحات المساء في لحظات الاستغراق الكتابي للشعر، ومن هنا أتت قصائد أغلب الشعراء وهي تناجي القمر وتصف به ذلك الحبيب في لحظات الهيام والوجد والذكرى. وعندما يأتي القمر وهو يمثل السهر والليل والهيام، فهو بذلك يعتلي قمم الحب وأعالي الوصف، ولعلنا هنا نعود قليلاً لما كان عليه شعراؤنا القدامى الذين يستلهمون إبداعاتهم الشعرية من الطبيعة، تلك التي وهبها الله لهم وليكون الليل والقمر شيئين أساسيين في قصائدهم،إذ إنهم يصفون المحبوب بالقمر ويسهرون على مناجاته ويخيل لهم بأنهم يحدثونه ويخاطبونه، بل ويكتب معهم الشعر. صورة القمر عندما تتراءى في السماء تشكل لوحة جميلة تنبثق من بياضه وجماله الذي أسر قلوب العشاق وأخذهم إلى عالم مليء بالذكرى التي طالما أرقت العشاق والشعراء. القمر وهو بين السهر والشعر يجسد صورة المعاناة لدى الشاعر فتجبره على نظم القصيدة وهو بكامل أحاسيسه وانفعالاته وهذا مايجعلني أقول هنا إن إبداع شعرائنا القدامى لم يأت من فراغ، بل أتى من أدوات طبيعية فرضت على الشاعر ذلك الإبداع الرائع خصوصاً في القصيدة الشعرية. ولعلنا كثيراً مانقرأ قصائد يكون فيها الليل والقمر عنصرين أساسيين في بنائها وهذا دليل على أهميته في تكوين النص الشعري وبنائه. ومن هنا فإن هناك علاقة وطيدة بين السهر والقمر على اعتبار أن الشاعر بإحساسه يربط بينهما فينثر آهاته وذكرياته المختلفة ولعل أهمها الحب والهيام. أخيراً: حدثيني عن ورق يبتل.. عن حروفٍ هيجنت عن أوراقي.. عن أشعاري .. يغتالني يمك سحاب..أبي يمطر.. أبي تحت المطر ظلي.. تعبت عيون هناك.. ترقب - للمسافة - حد اكتبيني:صرخة الباب القديم.. أشربي صمتي على صوتك.. ارسميني: خضار البحر في عيونك.. أشربي من شفة الليل الحنين