أجيال من الشعراء حملوا إلينا الإبداع الشعري وجعلوه علامة بارزة في المجتمع القارئ، فهم امتازوا بالابتكار والإلهام في صورة النص الشعري. الإبداع الشعري بالرغم من أنه جاء منذ وقت بعيد، لم يكن ذلك الذي جاء وليد الصدفة،فالشعراء القدامى المبدعين هم من أتى بذلك الإبداع في زمن كان فيه للبيئة مكانتها وأهميتها باللنسبة لهم على الأقل، بخلاف اليوم حيث لانجد للبيئة مساحة للإبداع. منابع الإبداع تلك جاءت من واقع الحياة التي عاشها أولئك الشعراء لأنهم وبكل بساطة استطاعوا أن يستخدموا أدوات ذلك الإبداع في شكلٍ جميل وعذب يواكب قدراتهم القولية في الشعر، صحيح هم لايعرفون الكتابة أو ربما القراءة لضعف تعليمهم، غير أنهم أبدعوا قولاً في قصائدهم التي امتازوا بحفظها أياً كان عدد أبياتها. قد نتساءل الآن.. هل مازالت منابع الإبداع الشعري موجودة لدينا الآن، وإن كانت موجودة فماهي معايير بقاءها ..؟ نحن الآن في عصر التجديد الشعري كما يعتقده البعض أو كما يقوله ولكن ماهو التجديد الذي يقصدونه، وهل هو مواكب فعل لبناء النص الشعري الحقيقي بقوته وسلاسته ومفرداته التي نعهدها مما تركه لنا شعراء مبدعون.المنابع الإبداعية في صياغة النص الشعري أتت منذ القدم من خلال المكان والبيئة التي أعطت عملية الإبداع طابعاً خاصاً جسده الشعراء في أعذب الصور الشعرية والتي مازالت قصائدهم متداولة حتى وقتنا الحاضر ومع أنه من المفترض أن تكون محور الدراسة والنقد الآن لبيان مابها من إبداع وجماليات ثقافية. وإذا ما عدنا بالذاكرة إلى الوراء لوجدنا شعراء لهم مكانتهم الشعرية المتفردة قرأناهم بإبداع المرحلة التي منها أتوا إلينا بلذة مشاعرهم وروعة تصويرهم وعذوبة معانيهم التي أضفت على نصوصهم الشعرية طابع الجمال المكتمل وهانحن الآن نتداول نصوصهم في أحاديثنا. نبقى منابع إبداعهم شاهداً حياً على جمالهم وروعتهم التي تحكيه لنا قصائدهم الجميلة. أخيراً: ذكرت الموعد المنسي لقيتك حبي الممسوح هناك الشارع الموحش ظلامه حيل يشقينا أنا في داخلي صرخة أنا في دنيتي مجروح مسافة بيني وبينك دروب الحزن تطوينا..