قال كبير القادة العسكريين في حلف شمال الأطلسي أمس الأحد إن قوة روسية كبيرة توجد على الحدود الشرقيةلأوكرانيا وأضاف أنه يشعر بالقلق من أن تهدد القوة منطقة ترانسنيستريا الانفصالية الواقعة في مولدوفا. وقال الجنرال الأمريكي فيليب بريدلوف القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا في ندوة نظمها صندوق جيرمان مارشال فاند البحثي "القوة (الروسية) الموجودة على الحدود الأوكرانية الآن ناحية الشرق كبيرة جدا ومستعدة للغاية." وأضاف أن الحلف قلق للغاية بشأن تهديد ترانسنيستريا. وقال "توجد قوة (روسية) متمركزة على الحدود الشرقيةلأوكرانيا تكفي قطعا لتدخل ترانسنيستريا إذا اتخذ القرار بذلك وهذا أمر مقلق للغاية." وقال "تتصرف روسيا بصفتها ندًا وليس شريكًا." من جانبه اعلن امين عام مجلس الامن الوطني والدفاع الاوكراني اندريي باروبي الاحد ان قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعدة لمهاجمة اوكرانيا "في اي وقت". وقال امام آلاف المتظاهرين في وسط كييف ان "هدف بوتين ليس القرم وانما كل اوكرانيا (...) ان قواته المحتشدة على الحدود جاهزة لشن هجوم في اي وقت". واضاف "يمكن للمحتل عبور الحدود كل يوم. في مخيلة بوتين المريضة على اوكرانيا ان تكون جزءا من روسيا". وتجمع حوالى خمسة آلاف شخص في ساحة الميدان وفقا لصحافي لفرانس برس. ورفع المحتجون يافطات كتب عليها "الحلف الاطلسي" او بوتين ارحل!". من جهتها اعلنت وزارة الدفاع الروسية الاحد انها تحترم الاتفاقات المتعلقة بعديد القوات في المناطق الحدودية مع اوكرانيا. ونقلت وكالة انباء ريا نوفوستي عن نائب وزير الدفاع اناتولي انطونوف قوله ان "وزارة الدفاع الروسية تحترم كل الاتفاقات الدولية حول حد عدد القوات في المناطق الحدودية مع اوكرانيا".واضاف ان هذه المسألة طرحت مرارا خلال محادثات هاتفية بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره الاميركي تشاك هيغل ووزير الدفاع الاوكراني ايغور تينيوخ. من جهة ثانية هدد وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أمس الأحد، بعزل روسيا، بسبب ما اعتبره استيلاءها على الأراضي بشكل غير قانوني في شبه جزيرة القرم، واتهمها بممارسة البلطجة في أوكرانيا. وكتب هيغ في صحيفة "صندي تليغراف"، أن "الاستيلاء بشكل شائن على الأراضي من قبل الرئيس فلاديمير بوتين، وحشد قواته على طول الحدود الروسية يمثل أكبر تهديد للاستقرار بأوروبا في هذا القرن، ويتعين على الاتحاد الأوروبي الوقوف بحزم دفاعاً عن القانون الدولي والمبادئ الحيوية لوحدة أراضيه، إذا ما أراد تجنب تعرضها للتهديد في أماكن أخرى من العالم". وقال إن روسيا "تحاول التدخل في جنوب شرق أوروبا والبلقان بسبب صعود حكم القلة والذي أضرّ بروسيا ويخاطر أيضاً بتقويض الديمقراطية في أماكن أخرى، ويتعين على أوروبا الاستثمار في مجال التنقيب عن الغاز لكسر اعتمادها على الغاز الروسي". واضاف هيغ أن موسكو "غزت دولة أوروبية واستخدمت القوة لتغيير حدودها مما جعل المبادئ الحيوية للاتحاد الأوروبي عرضة للخطر، بما في ذلك السلامة الإقليمية للدول الأعضاء وحق الدول الديمقراطية في اختيار مستقبلها، وما لم ندافع عن هذه المبادئ في أوكرانيا ستكون مهددة في أماكن أخرى". واشار إلى أن روسيا "تضررت من قبل نظام حكم القلة، وهناك خطر واضح من انتشار الممارسات المفسدة نفسها في البلدان الديمقراطية في جنوب شرق أوروبا ومنطقة البلقان على وجه الخصوص.. وما لم يتم التصدي لها فإن ذلك يمكن أن يقود إلى تقويض الديمقراطية الأوروبية على المدى الطويل". وحذّر هيغ روسيا من "مواجهة عزلة وركود على المدى الطويل بسبب الأزمة في أوكرانيا"، مشدداً على ضرورة "النظر في اقامة علاقات جديدة معها تختلف عن السنوات العشرين الماضية". وأكد بأن بريطانيا وحليفاتها الأوروبيات "لن تقف مكتوفة الأيدي وستتخذ اجراءات ضد روسيا بسبب تدخلها في أوكرانيا، بما في ذلك امكانية تجميد عضويتها في بعض المنظمات الدولية، وفرض قيود على التعاون العسكري معها ومبيعات الأسلحة إليها، والحد من تأثيرها على بقية أوروبا". ودعا هيغ روسيا إلى "بذل جهود لحل النزاع في أوكرانيا بطريقة سلمية"، مشيراً إلى أن بريطانيا وحليفاتها "لن تتخلى أبداً عن الدبلوماسية أو السعي لمسار المواجهة الدائمة مع روسيا"، مشدداً على ضرورة "أن لا تخشى الدول الأوروبية من سلوك البلطجة الروسي". على صعيد آخر أعلن رئيس بيلاروس الكسندر لوكاشينكو أمس اعتراف بلاده الفعلي بان جمهورية القرم جزء من الأراضي الروسية. ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية عن لوكاشينكو قوله " القرم أصبحت بالفعل جزءا من روسيا. هذا وضع واقعي وسوف نساند روسيا" مضيفا ان الاعتراف القانوني سوف يعلن في وقت لاحق. ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة على قانون بالتصديق على معاهدة تنص على اعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا. كان قد تم التوقيع على المعاهدة مع رئيس وزراء القرم سيرجي أكسيونوف وزعماء اخرين للمنطقة يوم الثلاثاء الماضي وصادق عليها مجلسا البرلمان الروسي.