التاريخ المؤلم لعالمنا العربي الذي انطلق مع مرحلة تراجع وجود دول الاستعمار الغربية حيث مع الأسف وجدت شعارات مغرية بتكرار الهتافات وتأكيد أن العرب مجتمعين يقدمون كامل ذاتهم لخلق واقع حضورهم السيادي الجديد.. مغرٍ.. جداً.. وبريق شعارات الامتداد الثوري، هو امتداد شمل دولاً كان يفترض أن تكون آنذاك هي واجهة انطلاق العرب نحو مستقبلهم الجديد.. لكن مع الأسف.. ما تأكد وجوده.. هو أن العالم العربي.. آنذاك.. كان يبتكر الجديد من وسائل المناعة العربية ضد أي تقدم.. نعرف في دول عديدة وبالذات ما هي متقدمة آنذاك كيف كان يمكن لها وبسهولة أن تكون متصاعدة إلى الأمام بنفس المسار الذي انطلقت منه دول آسيوية.. الهند.. مثلاً.. الصين.. مثلاً.. نحو واقعها الحضاري والعلمي الجديد لكن مع الأسف العالم العربي الذي انفرد بأولوية ما توقعناه تقدماً نحو الأمام وجدناه يمارس مجازفات فيها كثير من الطيش وفيها تواجد المصالح الذاتية لأفراد الحكم لكن لا تواجد مصالح اجتماعية عامة.. ذهبت تلك المرحلة.. هذا صحيح.. لكن صحيح أيضاً أن ذلك الذهاب لم يكن بفعل خيار اتجاه نحو ما هو أفضل لأن واقع الانحدار السائد لدى أكثرية الدول هو الذي دفعها نحو الواقع الأسوأ.. معروف كل شيء يخص حقائق واقعنا العربي.. واضح تماماً وجود جزالة الضعف ومعها الفقر وواضح أيضاً أنه لم تكن هناك منطلقات نحو أي اتجاه أفضل وإنما كانت هناك اتجاهات نحو أكثر من واقع أسوأ عبر الصراعات المتواصلة.. نحن في المملكة لا أحد ينكر أننا الأفضل.. وأننا ننفرد بالانطلاق نحو تنوع حضاري واقتصادي مذهل وفي عقل كل مواطن تتواجد حقائق معجزة الرجل التاريخي الملك عبدالله الذي فرض وبزمن ليس بالطويل حصانة الابتعاد المحلي عن كل مساوئ ما هو انتشار عربي مخيف ليس هذا فقط ولكن فرض تعدد تنوعات الاقتصاد وكفاءات العمل، فرض وجوداً علمياً وحضارياً مذهلاً.. ولقد أوجد نظام الحكم أيضاً أساليب جزالة المواطنة وهذا يعني بذل محاولات متقاربة ضد انتشار البطالة ولردع وجود الأجنبي الأقل مرتباً على حساب وجود مواطن هو في وسط وجود عائلته مع أن بلادنا لن تستغنى عن وجود الموظف الوافد وإنما يجب أن يحدث ذلك وفق خصوصية الكفاءة عند من هو قادم.. إنه لا يدعم مهمات التوظيف ولا جزالة مشاعر المواطن ووعي التواجد عند جيل الشباب إلا متى كانت هناك.. ثقافة وعي.. نعم ثقافة وعي ونحن حالياً نجد العديد منها خصوصاً لدى طلبة الابتعاث ولدى شباب المهنية الاقتصادية، لأن البلد.. وبلدنا.. المنطلق بجزالة واضحة نحو الأمام هو بذلك مختلف تماماً عن واقع الحاضر العربي.. يفترض أن تكون مسؤوليات في هذا المجال تقوم بها وسائل الإعلام ليس بالمدح أو التنديد وإنما بالتوجيه والإيضاح.. نفس الشيء ضرورة أن تكون مسؤولية مع أساليب التعليم جانبية.. وبعض من ثقافة عامة.. تباشر فرص وتنوع وجود إيجابيات الوعي..