تشهد الأضرار وآثار الحريق على أقواس الساحة العلوية لقلعة الحصن، على المعارك التي أدت إلى سيطرة قوات النظام السوري الخميس الماضي على هذه القلعة التراثية الواقعة على تلة مرتفعة تشرف على مناطق واسعة، وحافظت الواجهة الخارجية للقلعة التي يعود تاريخها إلى أكثر من ثمانية قرون، على سلامتها، في حين بدت الأضرار في الباحة الداخلية. وكانت هذه القلعة التي سيطرت عليها قوات النظام مدعومة بعناصر من الدفاع الوطني، آخر معقل لمقاتلي المعارضة في ريف حمص الغربي على مقربة من الحدود اللبنانية، وتقع على تلة مرتفعة تتوسط عشرات البلدات في ريف حمص، وتشرف بشكل واسع على المناطق الحدودية مع لبنان. ورأت صحافية في وكالة "فرانس برس" كانت في عداد وفد زار القلعة الجمعة بتنظيم من الجيش السوري، آثاراً لبعض الطلقات النارية على اللوحة المعدنية القريبة من المدخل الرئيسي، إضافة إلى بعض الأشرطة الكهربائية المقطعة والمتدلية من الجدران. إلاّ أن الصورة تتبدل في الداخل، لا سيما في الطبقة العلوية المشرفة على ساحة داخلية مستطيلة الشكل، وتتراكم على سطح القلعة، حجارة محطمة من السور، بينما تبدو بعض الأقواس المحطمة في الجهة الغربية. ويكسو السواد الناتج عن الحرائق، الزخرفات المنقوشة التي تزين الأعمدة الضخمة في داخل القلعة، حيث استخدم مقاتلو المعارضة الذين سيطروا عليها لأكثر من عامين، بعضاً من قاعاتها غرفاً لهم، وفي الطريق إلى القلعة، يبدو أثر المعارك أشد ضراوة في أحياء بلدة الحصن، الواقعة على قرابة خمسين كلم من حمص، ثالث كبرى المدن السورية. وتبدو أحياء البلدة مدمرة بشكل كبير، حيث تحطمت واجهات المحال التجارية، بينما اقتلعت الأبواب الجرارة المعدنية التي كتب على بعضها عبارات مناهضة لنظام بشار الأسد. وقال أحد القادة الميدانيين للصحفيين، إن عملية السيطرة على القلعة بدأت منذ نحو شهر "بالسيطرة على بلدة الزارة (المجاورة)، ثم التقدم نحو بلدة الشويهد"، قبل دخول بلدة الحصن نفسها، وشدد على أن العملية التي نفذتها قوات النظام والدفاع الوطني "تمت بشكل دقيق من أجل الحفاظ على المعلم الحضاري وعدم المساس به". ويعود تاريخ بناء القلعة إلى الفترة بين العامين 1142 و1271؛ وتعد مع قلعة صلاح الدين القريبة منها، واحدة من أهم القلاع الصليبية الأثرية في العالم، بحسب منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو".