داهم موسم الأمطار الذي بدأ مبكراً هذا العام مخيمات تؤوي آلاف النازحين الذين فروا من أعمال العنف في بلداتهم وقراهم في جنوب السودان. جرفت السيول مساكن الإيواء وزادت معاناة المدنيين الذين أجبرتهم أعمال العنف على الرحيل عن ديارهم. وصارت برك المياه الراكدة التي تجمعت في أرجاء هذا المخيم في جوبا مرتعاً خصباً لبعوض الملاريا. يبدأ موسم الأمطار في العادة في شهر أبريل وتقول الأممالمتحدة إن نحو 60 في المئة من الطرق في المنطقة سوف يستحيل المرور فيه حتى شهر أكتوبر وإن ذلك سوف يعرقل جهود منظمات الإغاثة الإنسانية في جنوب السودان إلى حد بعيد. منظمات الإغاثة حذرت من احتمال تفشي الكوليرا والإسهال والملاريا في مخيمات النازحين عن طريق الحشرات والطفيليات التي تعيش في المياه الآسنة. وقال نازح من سكان المخيم في جوبا يدعى سايمون لاوال "المرأة لا تستطيع إلا التشبث بطفلها أما الأشياء الأخرى مثل الملابس فتجرفها السيول. الوضع يتفاقم خصوصا وضع النساء اللاتي لا أزواج لهن هنا. الوضع يصعب وصفه". وتبين تقارير الأممالمتحدة أن زهاء مليون من أهالي جنوب السودان نزحوا من ديارهم منذ بداية الأزمة السياسية التي اندلعت في ديسمبر الماضي وكادت تتحول إلى حرب أهلية بين جماعات عرقية مختلفة. ولاقى آلاف الأهالي حتفهم في قتال استمر قرابة أربعة أشهر. كما رحل ما يزيد على 200 ألف شخص إلى السودان وأوغندا وكينيا وإثيوبيا هربا من أعمال العنف. لاجئ يعاني من نقص الغذاء في مدينة ملكال (أ.ف.ب) وقالت نازحة تدعى أليزا جوزيف "كنت أعيش في كور وليام ونهب جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان منزلنا ويقيمون فيه حاليا. استولوا على الأثاث وسرقوا كل شيء ولم يتركوا لنا شيئاً ولا حتى الملابس". أما الأطفال فمحنتهم أصعب لضعف بنيتهم وحاجتهم إلى غذاء مناسب. وتقول منظمة (انقذوا الأطفال) الخيرية إن أغلب أطفال النازحين في جنوب السوان مصابون بسوء التغذية. وقال نازح يدعى أشول "حتى لو أسكناهم الخيام فالماء يتسرب إليها وما من حل للمشكلة. الوضع هنا ظاهر أمام أعينكم. تحدث هنا أمور سيئة.. الأطفال يمرضون.. لكن الله كريم". وأطلقت الأممالمتحدة نداء إنسانيا لجمع 1.27 مليار دولار لجنوب السودان بحلول يونيو لكن لم يصل منها حتى الآن إلا أقل من 270 مليون دولار.