} في زمن الجدران الإسمنتية الجاهزة والطوب الخرساني يرفض طوب الصلصال المعروف بالآجر مغادرة سوق البناء بمكةالمكرمة ويقاوم حالة الحصار التي تفرضها مصانع الطوب الإسمنتي وتجاهل مؤسسات المقاولات وعمالة البناء وكأنه يؤكد على البقاء. وتحتضن مكةالمكرمة عشرات المصانع التقليدية في منطقة العيكيشية جنوب العاصمة المقدسة حيث لا زالت تلك المصانع تنتج الطوب الأجري لتلبية الرغبات. مشاريع إزالة الفنادق والعمائر القديمة بمكةالمكرمة كشفت تاريخ هذه المادة في تاريخ مواد البناء في فترة تاريخية سابقة كان الطوب الأجوري المنتج الأهم والمقاوم لأشعة الشمس وموجات الغبار والأمطار. ويقول محمد نور متخصص في إنتاج الطوب الأجري: «إنه يصنع من الصلصال والرمل والماء مع إضافة نسبة قليلة من التبن (القش المكسر والناعم) ومخلفات مصانع النجارة لخلطه مع الطين قبل تقطيع الطوب لتجفيفه تحت أشعة الشمس. ويستخدم في تكملة الجدران والسقوف المقَبَّبة وكسوة السقوف المائلة والجدران وصناعة الآجر من أقدم صناعات مواد البناء المعروفة، إذ كان الطين يوضع في القالب ويجفف في الشمس وقد لوحظ عَرضياً على أثر بعض الحرائق أن الآجر المجفف أشد قساوة، وقد مكّن التقدم التقني من تنمية صناعة الآجر على نحو جعل منها اليوم صناعة ذات منتجات متنوعة جداً تدخل في مختلف عناصر البناء وفي التغطيات ومجاري المياه. وأضاف، وهناك ثلاث طرائق للتشكيل هي: طريقة التشكيل الرطبة، وفيها تراوح نسبة الماء المضاف إلى العجينة من 20٪ إلى 30٪ من الوزن الجاف للمخلوط لتكون العجينة قابلة لأن تأخذ الشكل المطلوب من دون أن تتفتت عند فك القالب أو أن تتكسر عند كبسها فيه، وهذه الطريقة هي الأكثر شيوعاً في إنتاج الآجر المُصْمت والآجر المثقب والآجر المجوّف والطريقة الثانية وفيها تكون نسبة الماء بحدود 15٪ إلى 20٪ من وزن الخلطة الجافة، ويتم تشكيل العجينة في هذه الطريقة في مكابس وقوالب سحّابة. مصانع الآجر التقليدية في منطقة العيكيشية يقسم الآجر بحسب استخدامه إلى الأنواع الرئيسة التالية الآجر العادي: وهو آجر مصمت أو مثقب أو مجوف ويستخدم هذا النوع في إنشاء الجدران الحمّالة والجدران الحاجزة والعناصر القوسية والأعمدة والسقوف المقببة والآجر التزييني: وهو آجر مصمت أو مثقب تراوح مقاومته للضغط، والآجر الحراري وهو آجر مقاوم للحرارة يتم وضعه في حرارة عالية تصل إلى 2000ْ مئوية، ويستخدم هذا الآجر في تبطين جدران الأفران والمداخن. وهناك أنواع خاصة من الآجر وهي ذات أشكال ومقاومات واستخدامات مختلفة مثل الآجر المزجج، والآجر الإسفلتي، والآجر المخرَّق، والآجر المقاوم للكبريتات، والأنواع المختلفة للمواد السيراميك ويشير بكر سليم «منتج» بأن الآجر يتمتع بمواصفات إنشائية جيدة، فهو مادة عالية المقاومة للضغط وخفيفة الوزن، وجيدة العزل للحرارة والرطوبة والصوت، واقتصادية الكلفة إضافة إلى كونها جميلة شكلاً ولوناً، ويتصف الآجر بتحمله للضغط وضعفه بتأثير الشد، لذلك يستخدم في العناصر الخاضعة لقوى ضغط في البناء. يعد الآجر عازلاً حرارياً جيداً يضمن أجواء داخلية مريحة في البناء، ويجب ألا تقل نسبة امتصاص الآجر للماء عن 8٪، أما الآجر المستخدم في تغطية مقدم البناء فيجب أن يكون مقاوماً لتغيرات الجو وقليل الامتصاص للرطوبة فلا يتشقق بفعل الصقيع والعوامل الجوية الأخرى.