يستغرب الجمهور الغياب الطويل للنجم عبدالمجيد عبدالله عن مسارح ومهرجانات الخليج العربي، حيث تركزت الحفلات الجماهيرية على "فنان العرب" محمد عبده ورابح صقر وانضم لهما في السنوات الاخيرة عبادي الجوهر، أما عبدالمجيد عبدالله فقد ظهر مبكراً على المسرح في حفلات جدة واحتفالات الأندية منها حفل نادي الكوكب"1404ه"مشاركاً نجوماً كباراً امثال سلامة العبدالله وحمد الطيار وفهد بن سعيد "رحمهم الله" وعبدالرحمن النخيلان وسعد جمعة ورابح صقر وغيرهم، لكنه في السنوات الماضية فضل الابتعاد عن مواجهة الجمهور بشكل مباشر. الوهج الذي رافق عبدالمجيد عبدالله في بداياته تراجع في السنوات الأخيرة وبات حبيساً لأعمال "السنقل" أو الألبوم الذي يستغرق سنوات طويلة. عبدالمجيد عبدالله وفي هذه الفترة مطالب بالعودة إلى المسرح ليشارك بقية النجوم في رسم البهجة والفرحة على الجمهور. كان أمل محبيه أن يشاهدوه في مسرح "ربيع سوق واقف" بعد دعوته من لجنة المهرجان، لكنه قدم شروطاً غريبة أدت إلى عدم مشاركته، وفي مهرجان "ليالي فبراير" لم يكن له حضور، كما هو الحال أيضاً في حفلات دبي وفي مهرجان مسقط. هذه المهرجانات الكبيرة في الخليج العربي هي المحك الرئيسي لقدرة الفنان على مواجهة الجمهور الكثيف وتوطيد علاقته بهم، كما حدث مع نجومنا الكبار أمثال محمد عبده ورابح صقر وعبادي الجوهر. لكن عبدالمجيد عبدالله كان مصراً على تقديم حفلته بشروطه الخاصة والمتمثلة بامتلاك حقوق تصويرها ثم تسويقها على القنوات التي تعرض مثل هذه الحفلات، مقلداً بذلك عمرو دياب. اليوم يستعد عبدالمجيد لتقديم حفلة خاصة في صالة "ارينا" بمدينة الجميرا في دبي. هذه الصالة بالذات معدة بالأصل لعرض الأفلام السينمائية ولا تتسع لأكثر من 1500 متفرج، كما أن "منصة" القاعة السينمائية لا تتسع للفرقة الموسيقية، وبالكاد تسمح بحركة الفنان فيها، لأنها في نهايتها مجرد منصة لصالة سينما. عبدالمجيد عبدالله في الوقت الحالي، بعيد عن المسرح الفعال الذي يهيىء الفنان للتعاطي والتفاعل مع الجمهور الكثيف. ولاشك أنه قلق الآن مما سيحدث في صالة "أرينا" ويشغله هاجس: هل سيتفاعل بشكل جيد مع الجمهور؟ وهل الجمهور سيسجل حضوراً مميزاً على مستوى الكم والكيف؟. أم سيعود لسالف العهد بعيداً عن المسرح ويبقى حبيساً في الأعمال الخاصة "السنغل" أو الألبومات؟. المسرح يحتاج لفنانين متفاعلين يتعاطون مع الأغنية على انها عمل مسرحي متكامل، وهي الصيغة التي كونها الراحل عبدالحليم حافظ وسار على ذلك الخط كثير من النجوم، كان آخرهم رابح صقر الذي بإمكانه أن يقيم حفلاً على استاد "الملك فهد" دون خشية عدم امتلاء المدرجات. في الأيام المقبلة ستكشف لنا صالة "ارينا" بمسرحها الصغير، قدرة وثقة عبدالمجيد عبدالله على العودة لعالمه القديم "المسرح".